في الآونة الأخيرة، أثارت الإعلامية المغربية جيهان العبادي جدلا واسعا بتعليقاتها الحادة حول الأعمال الفنية الأخيرة للفنان المغربي زكرياء الغافولي. عبرت العبادي عن استيائها من الأغاني الجديدة للغافولي، واصفة إياها بأنها نوع من “التلوث السمعي”، مما دفع بالعديد من متابعيها ومتابعي الفنان إلى التساؤل عن مدى تأثير هذه الانتقادات على مسيرته الفنية.
1
2
3
نشرت العبادي عبر صفحتها الشخصية على موقع “فيسبوك” تدوينة صريحة تعكس استياءها من الطابع الشعبي الذي غلب على آخر إصدارات الغافولي، معتبرة أن هذا التحول الفني لا يليق بمسيرته التي عرفت سابقا بتقديمه لأغان مستوحاة من التراث المغربي ومن شخصيات فنية مرموقة. كلماتها كانت واضحة وحادة حيث وصفت هذه الأعمال بأنها ضجيج غير مرغوب فيه وأبعد ما تكون عن الفن الراقي.
في تعليقها، تساءلت العبادي عن أسباب هذا التغيير الفني الذي طرأ على زكرياء، معتبرة أن الأغاني التي قدمها في السابق كانت ذات طابع جميل ومؤثر، واستمدت قوتها من التراث الفني المغربي العريق. عبرت عن دهشتها من هذا التحول، متسائلة عن دوافعه ومبرراته، خاصة أن الجمهور تعود على نمط مختلف من الغافولي، ما جعلها تشعر بالإحباط من هذا التوجه الجديد.
علاوة على ذلك، تناولت العبادي مفهوم الفن ودوره في المجتمع، مشيرة إلى أن الفن ليس مجرد ترفيه، بل هو رسالة نبيلة يجب أن يعكس قضايا المجتمع وهمومه. وأكدت أن الفنان بموسيقاه وإبداعه يمكنه أن يساهم في معالجة مشكلات المجتمع، وأن يتناول قضايا مهمة أو يلفت الانتباه إلى ظواهر سلبية تحدث داخله. بالنسبة لها، يجب أن يكون الفنان مرآة عاكسة للواقع المجتمعي، ويجب أن يلتزم بمسؤولية اجتماعية تجاه جمهوره.
اختتمت العبادي تعليقها بدعوة واضحة للفنانين إلى الارتقاء بمستوى أعمالهم، معتبرة أن الفن بحاجة إلى تقديم أعمال تحمل قيمة فنية وأخلاقية، وأن الإبداع يجب أن يكون وسيلة لإلهام المجتمع وحل مشكلاته، بدلا من الانحدار إلى أعمال سطحية أو غير ملائمة. وأشارت إلى أن الساحة الفنية أصبحت مزدحمة بأعمال لا ترتقي لتطلعات الجمهور الواعي والمثقف، مما يجعل من الضروري على الفنانين التفكير بعمق قبل طرح أي عمل فني.
الجدير بالذكر أن هذه الانتقادات أثارت تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين مؤيد لكلمات العبادي ورافض لتلك الانتقادات، معتبرين أن الفن يتنوع بين الأذواق وأن لكل فنان حقه في التجربة والتجديد.