صباح اليوم الثلاثاء، ودعت الساحة الفنية المصرية والعربية الفنان القدير حسن يوسف، الذي توفي عن عمر بلغ 90 عاما، ليترك خلفه إرثا فنيا غنيا لا ينسى. وأعلن شقيقه محمد يوسف خبر وفاته من خلال تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على “فيسبوك”، حيث قال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي منذ قليل شقيقي الأكبر الفنان حسن يوسف، تغمده الله بواسع رحمته”. وقد كان لهذا الخبر وقع كبير على قلوب محبيه، الذين عبروا عن أسفهم لفقدان قامة فنية ساهمت في إثراء الفن العربي على مدى عقود.
1
2
3
توالت ردود الفعل بعد الإعلان عن وفاة الفنان الراحل، إذ سارع العديد من الفنانين المصريين والعرب إلى نعيه وتقديم التعازي لعائلته، مؤكدين على حجم الخسارة التي تركها رحيله في الوسط الفني. وقد عبر نجوم الفن عن حزنهم من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شاركوا مشاعرهم الحزينة، ودعوا له بالرحمة والمغفرة، معربين عن تقديرهم لدوره الريادي في تقديم الفن الهادف والملتزم.
تألق حسن يوسف على مدار سنوات في أعمال درامية وسينمائية شكلت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري. من بين أبرز أعماله التي لاقت نجاحا كبيرا مسلسل “ليالي الحلمية”، الذي يعد من أهم الإنتاجات التلفزيونية التي شارك فيها، وجسد فيه دورا ترك أثرا في ذاكرة المشاهدين. إلى جانب ذلك، كان لدوره في مسلسل “إمام الدعاة” أهمية خاصة، إذ جسد حياة الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي، ما أكسبه مكانة تقدير واحترام كبيرة لدى الجمهور، وترك انطباعا مميزا عن حسن اختياره لأدواره.
يذكر أن الفنان حسن يوسف كان يتميز بشخصية هادئة ومحبوبة بين زملائه، إضافة إلى التزامه الفني ورغبته الدائمة في تقديم أعمال ذات قيمة وأثر. وقد بدأ مسيرته الفنية في فترة الستينيات، واستطاع أن يتألق منذ بداياته بفضل موهبته وقدرته على تجسيد أدوار متنوعة تتراوح بين الكوميديا والتراجيديا، ليصبح بذلك أحد أعمدة الفن المصري الذين أسهموا في تشكيل هوية الفن في مصر والوطن العربي.
برحيل حسن يوسف، يشعر الوسط الفني بفراغ كبير لا يعوض، فقد غاب عن المشهد واحد من عمالقة الفن الذين أثروا الشاشة المصرية، وتركوا بصمات ستظل شاهدة على موهبته وأعماله التي جمعت بين الترفيه والرسائل الهادفة. وبرغم غيابه، إلا أن حضوره سيبقى دائما حيا من خلال أعماله التي لا تزال تعرض وتلقى قبولا واسعا لدى المشاهدين، حيث سيظل جمهوره وفيا له ولإبداعاته.