توج الفيلم الروائي الطويل “عصابات” للمخرج كمال الأزرق بجائزة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الرابعة والعشرين، مما يعكس التأثير الكبير الذي حققه في عالم السينما المغربية. اختتمت فعاليات المهرجان بحفل استثنائي في قصر الفنون والثقافة، حيث تم تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي تعكس التجارب الإنسانية والمجتمعية.
تدور أحداث الفيلم في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، مركزا على حياة حسن وابنه عصام. يعاني الثنائي من صعوبات الحياة اليومية، مما يجعلهما ينغمسون في عالم الجريمة كوسيلة للبقاء. تعمل هذه الديناميكية على إظهار التحديات الحقيقية التي يواجهها العديد من السكان في المناطق ذات الدخل المحدود، مما يجعل الفيلم صدى لصوت الفئات المهمشة.
تتطور الأحداث حين يطلب من حسن وابنه تنفيذ عملية اختطاف رجل في ليلة مظلمة، مما يقلب حياتهما رأسا على عقب. تعكس هذه المهمة الصعبة الجانب المظلم للمدينة، حيث يتعرضان لدوامة من المخاطر والمغامرات التي تكشف عن حقيقة قاسية لم تكن في حسبانهما. هذه الرحلة تفتح أبوابا جديدة أمامهما، ولكنها أيضا تدفعهما إلى مواجهة عواقب أفعالهما.
يعكس الفيلم بأسلوبه الفني الرائع التوترات الاجتماعية العميقة، حيث يبرز مواضيع مثل الفقر والعنف والفساد. يجسد “عصابات” الواقع المعقد الذي يعيشه الكثير من الأشخاص في الأحياء الشعبية، مما يجعله عملا فنيا يحمل في طياته رسالة قوية. من خلال تصويره الدقيق للمواقف الحياتية، ينجح الفيلم في جذب انتباه الجمهور إلى القضايا الاجتماعية الملحة.
يعتبر “عصابات” ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو مرآة تعكس التحديات التي يعيشها المجتمع المغربي. ينقل المخرج كمال الأزرق من خلال هذا الفيلم تجربة إنسانية مؤثرة، تسلط الضوء على أهمية السينما كوسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع. تتداخل عناصر الحبكة المعقدة مع شخصيات متعددة الأبعاد، مما يخلق تجربة سينمائية غنية بالتفاصيل والدروس.
يعتبر نجاح “عصابات” في المهرجان دليلا على القوة التعبيرية للسينما المغربية وقدرتها على طرح قضايا اجتماعية حساسة. الفيلم، من خلال قصته الجريئة وشخصياته الواقعية، يقدم رؤية جديدة حول الحياة في الأحياء الشعبية، ويعزز الحوار حول موضوعات حيوية يجب أن تحظى بمزيد من الاهتمام.
1
2
3