حقق الشريط السينمائي المغربي “آخر اختيار” الذي أخرجته رشيدة السعيدي نجاحا مبهرا خلال مشاركته في الدورة 28 لمهرجان الشاشات الذي أقيم في مدينة ياوندي بالكاميرون، حيث تم تنظيم هذا الحدث الثقافي من 19 إلى 26 أكتوبر، ونال الفيلم ثلاث جوائز مرموقة، مما يدل على التميز والإبداع الذي يميز الإنتاج السينمائي المغربي في الساحة الدولية.
استطاع الفيلم أن يحصل على الجائزة الكبرى، بالإضافة إلى جائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل دور نسائي التي نالتها الفنانة المغربية فرح الفاسي التي قامت بدور البطولة، وقد أثبتت فرح الفاسي من خلال أدائها القوي قدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة، وهذا ما جذب انتباه الجمهور ولجنة التحكيم على حد سواء، ويمثل الفوز بهذه الجوائز إنجازا كبيرا يعكس الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل فريق العمل ككل.
تجدر الإشارة إلى أن “آخر اختيار” يمثل عرضه الدولي الثالث، حيث حظي بالتقدير من لجنة تحكيم مهرجان بلانيس في برشلونة، بالإضافة إلى تنويه حصل عليه في المهرجان الدولي للسينما بمدينة كيفارا في كوبا، وقد نال الفيلم جائزة موازية لأفضل فيلم روائي طويل من قبل لجنة تحكيم الشباب، مما يبرز تفاعل الشباب مع قضايا الفيلم ومحتواه، وتساهم هذه الجوائز في تعزيز مكانة السينما المغربية على المستوى الدولي وتفتح أمامها آفاق جديدة للتواصل مع جماهير واسعة.
تدور أحداث الفيلم حول قصة حب معقدة تتخللها عناصر الخداع، حيث يجسد كل من نورة ومهدي تحديات الزواج الحديث، وتبدأ القصة بعرض علاقتهما الدافئة، لكن تتعرض هذه العلاقة للاهتزاز بسبب إدمان نورة على لعبة “البوكر”، حيث إن إخفاء نورة لإدمانها يؤثر بشكل سلبي على حياة زوجها، ويقود إلى إفلاس صيدلية مهدي، مما يزيد من تعقيد الوضع العائلي ويدفع الأحداث نحو مسار درامي، كما يظهر تأثير هذه الظروف على ابنتهما الوحيدة، مما يعكس الأبعاد الاجتماعية والنفسية التي يتناولها الفيلم.
لقد سبق أن عرض “آخر اختيار” في الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، ضمن فئة “بانوراما” الأفلام المغربية، مما يشير إلى أهمية هذه الأعمال الفنية في تشكيل المشهد السينمائي الوطني، ويعزز المشاركة في هذه المهرجانات المحلية والدولية رؤية السينما المغربية ويبرز قضايا المجتمع المغربي، مما يساهم في نقاشات أوسع حول العلاقات الإنسانية والتحديات التي تواجهها.
بهذا النجاح، يتجلى الفخر الكبير للمغرب في مجال السينما، حيث يعكس الجهود المستمرة لتطوير هذا القطاع، ويدعو إلى مزيد من الدعم والتشجيع للأفلام المغربية التي تمثل ثقافتنا وتعبر عن هويتنا، إذ إن “آخر اختيار” ليس مجرد فيلم بل هو رسالة ثقافية وفنية تنقل تجارب الحياة والتحديات التي يواجهها الناس، وتؤكد على أهمية السينما كوسيلة للتعبير الفني والاجتماعي.
1
2
3