يستعد مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورته الـ21 لاستقبال مجموعة من الأفلام المميزة التي ستعرض في الفترة من 29 نونبر إلى 7 دجنبر 2024. يشهد هذا العام مشاركة 70 فيلمًا من 32 دولة، يعكس تنوع السينما العالمية. المهرجان الذي يعتبر أحد أرفع المهرجانات السينمائية في المنطقة يتيح الفرصة للجمهور المغربي والعالمي للاستمتاع بعروض غنية بالمواضيع الإنسانية والقصص المثيرة.
1
2
3
تتنوع عروض المهرجان في مختلف أقسامه التي تشمل المسابقة الرسمية والعروض الاحتفالية والعروض الخاصة والقارة الحادية عشرة بالإضافة إلى بانوراما السينما المغربية. كما تشمل العروض أفلامًا موجهة للجمهور الناشئ والعائلات، مما يجعل الحدث مناسبًا لجميع الأعمار. على الرغم من كثافة الاختيارات، يظل المهرجان ملتزمًا بتسليط الضوء على المواهب الجديدة والسينما المستقلة.
ضمن هذا الاختيار الرسمي، يشارك 12 فيلمًا استفادت من دعم “ورشات الأطلس”، البرنامج الذي أطلقه المهرجان في 2018 لدعم صناعة السينما في المغرب والعالم العربي. هذا بالإضافة إلى 9 أفلام مرشحة لجوائز الأوسكار والتي تمثل بلادها في المنافسات الدولية. تسعى هذه الأفلام إلى التفاعل مع القضايا الاجتماعية والثقافية عبر تنوع كبير في الأساليب السردية من ميلودراما إلى أفلام وثائقية وأفلام خيالية وكوميدية.
يشمل قسم المسابقة الرسمية 14 فيلمًا تُعتبر أعمالًا أولى أو ثانية لمخرجيها، مما يعكس حضور السينمائيين الجدد في الساحة العالمية. تتنوع الموضوعات التي تناقشها هذه الأفلام من حروب ومعاناة إنسانية إلى قضايا اجتماعية وسياسية تعكس هموم شعوب العالم. من بين المشاركين في هذه المسابقة المخرجون المغربيون سعيد حميش بن العربي الذي سيعرض فيلمه “البحر البعيد”، والهند المدب التي تقدم “سودان يا غالي”، فيلم يعبر عن مقاومة الشباب السوداني.
العديد من الأفلام في هذا القسم تتناول قضايا راهنة وملحة على المستوى العالمي، حيث يعرض فيلم “تحت البركان” للمخرج داميان كوكور، وهو عمل روائي يتناول الوضع في أوكرانيا، في حين يتناول فيلم “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي موضوعات الحب والصمود في الصومال. كذلك، يكشف فيلم “الذئاب تأتي دائما في الليل” للمخرجة غابرييل برادي عن الآثار الكارثية للتغيرات المناخية في منغوليا من خلال عدسة وثائقية.
إلى جانب ذلك، تتناول أفلام أخرى قضايا اجتماعية في بعض البلدان الآسيوية مثل فيلم “ملزمة في السماء” الذي يقدم رؤية عن العنف الأسري في الصين، وفيلم “ما، صرخة الصمت” الذي يروي قصة عمال بورميين يكافحون من أجل حقوقهم. كما يطرح محمد حمدي في فيلمه المصري “معطر بالنعناع” موضوعات من التاريخ المصري، فيما يقدم مراد فرات أوغلو من تركيا عمله السينمائي “أحد تلك الأيام مات فيها هيمي”، الذي يروي قصة رجل مقاوم للظلم.
من جهة أخرى، يشهد قسم العروض الاحتفالية عرض ستة أفلام متميزة من مختلف أنحاء العالم، حيث سيتابع الجمهور مع المخرج البرازيلي والتر ساليس فيلمه “ما زلت هنا”، الذي يعرض قصة درامية عن نضال امرأة تواجه اختفاء زوجها أثناء حكم الدكتاتورية العسكرية. كما سيعرض المخرج المغربي نبيل عيوش فيلمه “في حب تودا”، والذي يقدم صورة عن امرأة حرة في قصة مفعمة بالدراما العاطفية.
سيكرم المهرجان هذا العام المخرج الكبير ديفيد كروننبرغ الذي سيعرض فيلمه الخاص “الأكفان”، ويعكس من خلاله تميزًا فنيًا في سينما الفانتازيا. أما المخرجة كارين تارديو فتقدم فيلم “الارتباط” الذي يتناول موضوع الأمومة وتبرز فيه الممثلة فاليريا بروني-تيديشي. إضافة إلى ذلك، سيكون الحضور الفني مميزًا مع فيلم “بذرة التين المقدس” للمخرج محمد رسولوف الذي يعد بمثابة صرخة قوية للحرية في إيران.
وستحظى الدورة الحادية والعشرون من المهرجان بعروض عالمية أولى لأفلام مختلفة تمثل أصواتًا سينمائية جديدة، منها “فانون” للمخرج جون-كلود بارني، وهو سيرة ذاتية للمناضل والمفكر فرانز فانون، وكذلك فيلم “ميكادو” الكوميدي الخفيف للمخرجة باية قاسمي. هذه الأعمال وغيرها تعرض في المهرجان لأول مرة في العالم، ما يضيف قيمة كبيرة للبرنامج.
أما قسم “القارة الحادية عشرة” فيعرض 13 فيلمًا تتراوح بين الروائي والوثائقي، وتتناول سينما لا تتوقف عن تحدي الحدود الثقافية والجغرافية. يقدم هذا القسم أعمالًا لمخرجين معروفين مثل ميغيل جوميز وبيتر كيريكس بالإضافة إلى جيل جديد من المبدعين الذين يتناولون القضايا العالمية المعاصرة، مثل فيلم “الجنسيات المهاجرة” للمخرج سيدني سوخنا.
من ضمن البرامج الخاصة في هذا المهرجان، يشهد قسم “بانوراما السينما المغربية” تقديم خمسة أفلام محلية جديدة، بعضها يعرض لأول مرة على المستوى العالمي. يقدم المهرجان أيضًا فرصة للجمهور لاكتشاف السينما المغربية من خلال 12 فيلمًا يتنوع محتواها بين الأفلام الروائية والوثائقية، حيث سيشارك المخرجون المغاربة في أبرز أقسام المهرجان، مما يعزز من مكانة السينما المغربية على الساحة الدولية.
وفي إطار العروض الخاصة، ستعرض مجموعة من الأفلام المعاصرة التي تستحق المتابعة، مع تركيز خاص على المخرجين الذين حصدوا جوائز دولية. هذه الأفلام من بينها أعمال لمخرجين مثل أندريا أرنولد وإدوارد بيرجر. أما في قسم العروض الخاصة العائلية، سيتم عرض 12 فيلمًا موجهًا للأطفال والمراهقين، مما يضمن أن يكون المهرجان مناسبًا لجميع أفراد الأسرة.
ختامًا، يجسد مهرجان مراكش السينمائي في دورته الـ21 تظاهرة فنية غنية تنوعًا في محتوى الأفلام وعروضها. من خلال تقديم أفلام عالمية وأعمال مميزة في مختلف الأقسام، يعكس المهرجان روح السينما التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، ويوفر منصة للسينمائيين المبدعين من جميع أنحاء العالم.