في مساء يوم الأحد 17 نوفمبر 2024، ستُعرض مسرحية “دوخة” على خشبة المسرح في المركز الثقافي بن مسيك بمدينة الدار البيضاء، وذلك ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً. هذه المسرحية التي أعدتها الفنانة زينب الناجم، لا تقدم مجرد عرض فني، بل تمثل رحلة إنسانية عميقة تأخذنا في مغامرة مليئة بالمشاعر والتجارب. من خلال العمل المسرحي، نجد أنفسنا أمام قصة امرأة شابة تصارع مرض السرطان وتخوض معركة شرسة من أجل الحياة، لكن التحدي لا يتوقف بعد الشفاء، بل يتجسد في صراعها مع المخاوف والأصوات التي تظل ترافقها بعد تجربة العلاج.
المسرحية تعتبر شهادة حية على رحلة الفنانة زينب الناجم الشخصية، التي لم تنفصل يومًا عن الفن أثناء معركتها مع المرض. فرغم التحديات الكبيرة التي واجهتها، فقد حافظت على شغفها وإبداعها، وهو ما يظهر بوضوح من خلال هذه التجربة الفنية. من خلال “دوخة”، تحاول زينب أن تقدم للمشاهدين لمحة عن محنتها الخاصة وتسلط الضوء على تجربتها في محاربة السرطان، ورغبتها في إلهام الآخرين بالاستمرار في مواجهة الصعاب وعدم الاستسلام.
العمل المسرحي يأخذنا في رحلة عبر الصعوبات التي تواجه المصابات بالسرطان، لا سيما النساء اللواتي يعانين من التحديات النفسية والجسدية. حيث تكشف المسرحية عن التحديات التي يواجهنها هؤلاء النساء أثناء معركتهن مع المرض وبعد الشفاء، وتركز على صعوبة العودة إلى الحياة الطبيعية بعد تجربة مرضية مريرة. كما تسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي في هذه المرحلة من العلاج والشفاء، الأمر الذي يعد من أهم جوانب العمل المسرحي الذي يقدمه زينب الناجم.
في سياق آخر، تعكس المسرحية ليس فقط تجربة شخصية واحدة، بل تمثل نموذجًا للكثير من الحالات التي تُحارب السرطان في صمت، في الوقت الذي يعاني فيه الأفراد من تبعات مرضهم. نحن أمام عرض فني يحمل في طياته مشاعر كثيرة من الشجاعة والإصرار على تحدي المستحيل. تلك المشاعر التي يشعر بها كل من يتعرض لظروف صحية قاسية، وخاصة في ظل ما يعانيه المرضى من الخوف الدائم على حياتهم وكيفية التعايش مع هذه التجربة.
العرض المسرحي “دوخة” يقدم رسالة أمل للمشاهدين في مختلف الأعمار، حيث يظهر بوضوح كيف أن الإرادة والتصميم يمكن أن يتغلبا على أصعب الظروف. ومن خلال أداء الفنانة زينب الناجم، يعكس العمل المسرحي الصراع الداخلي الذي يعيشه الشخص المصاب بالسرطان، والتغيرات التي تطرأ على شخصيته، سواءً على الصعيد النفسي أو الاجتماعي. لذلك، فإن المسرحية لا تمثل فقط سيرة ذاتية لفنانة بل تسلط الضوء على قضية صحية إنسانية تشغل الكثيرين.
من خلال هذا العرض، تفتح المسرحية نقاشًا حول تحديات المرأة في المجتمع المغربي، وكيفية التأقلم مع الظروف الصحية الصعبة، فضلاً عن ضرورة الاعتراف بمعاناتهن والدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع في تقديم الدعم. “دوخة” تمثل دعوة مفتوحة لكل من يعاني من السرطان أو من أي مرض مزمن آخر، للتمسك بالحياة وعدم الاستسلام للظروف، وضرورة استمرار البحث عن العلاج والتعافي بكل الوسائل الممكنة.
1
2
3