في الأيام الماضية، انتشر بشكل واسع مقطع من فيلم عرض في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، حيث تضمن مشهداً مثيراً للجدل بين رجلين، وهو ما أثار موجة من الاستياء بين الجمهور الحاضر. وقد قرر عدد من المشاهدين مغادرة قاعة العرض تعبيراً عن رفضهم للعرض، معتبرين أن هذه اللقطات تروج لمفاهيم تتعارض مع القيم الاجتماعية السائدة، خصوصاً فيما يتعلق بالشذوذ الجنسي. هذا الحدث سلط الضوء على النقاش الدائر حول ما إذا كان من المناسب عرض مثل هذه المشاهد في مهرجانات تعتبر دولية.
1
2
3
في هذا السياق، شارك الفنان فيصل عزيزي رأيه حول الموضوع عبر إحدى الصفحات التي تناولت الحادثة، حيث اعتبر أن مثل هذه الأفلام قد لا تتناسب مع بعض القيم المحلية، لكنه أكد في نفس الوقت أن المهرجانات الدولية ليست مكاناً لعرض أفلام تتوافق فقط مع التوقعات الثقافية المحلية. وأضاف قائلاً: “عروض الأفلام الدولية لا تقتصر على عرض أفلام مألوفة للقيم المحلية بل تسعى أيضاً لفتح نوافذ جديدة على ثقافات وتجارب مختلفة”. هذا التصريح يعكس توجهًا ينادي بتوسيع الأفق الثقافي وتقبل التنوع، حتى وإن كان يثير بعض الجدل.
تثير هذه الواقعة تساؤلات عديدة حول حدود الفن في المهرجانات السينمائية. فعلى الرغم من أن البعض يرى أن هذه الفعاليات يجب أن تكون مساحة لعرض أفلام متنوعة تعكس التوجهات العالمية المختلفة، فإن آخرين يعتبرون أنه من الضروري مراعاة السياق الثقافي والمحلي عند اختيار الأفلام. بعبارة أخرى، هنالك توازن يجب أن يتم إيجاده بين حرية التعبير الفني واحترام القيم المجتمعية.
من جهة أخرى، يُنظر إلى المهرجانات الدولية على أنها فرصة للتعرف على السينما العالمية والاطلاع على مواضيع وأفكار قد تكون بعيدة عن الواقع المحلي. وبهذا المعنى، توفر هذه الأحداث الثقافية فرصة للجمهور لتوسيع آفاقه وتجربة أفلام تتناول قضايا متنوعة قد لا تكون مألوفة في السينما المحلية. كما أن هذه التجربة قد تسهم في فتح حوار بين الثقافات المختلفة وتدعم التفاهم بين الشعوب.