ضمن حديثها للصحافة الوطنية، عبّرت الفنانة السعدية أزكون عن سعادتها البالغة بانضمامها إلى الطاقم الفني للبرنامج الجماهيري “لالة العروسة” في موسمه التاسع عشر، وأكدت في تصريح لها أن هذه التجربة تمثل بالنسبة لها محطة جديدة ومميزة في مسيرتها، إلا أنها لم تُخفِ في الآن ذاته شعورها بالخوف والتحدي، باعتبار أن نجاح المواسم السابقة يضع فريق البرنامج أمام مسؤولية مضاعفة تفرض العمل بجهد أكبر من أجل الحفاظ على نفس المستوى أو حتى تجاوزه.
1
2
3
ويُعد “لالة العروسة” من أبرز البرامج الاجتماعية والترفيهية التي نالت إعجاب شريحة واسعة من الجمهور المغربي، إذ يتميز بجوّه العائلي وتنوع فقراته، ما يجعل مشاركة فنانة بحجم السعدية أزكون في تنشيطه خطوة لافتة تعكس رغبتها في توسيع حضورها الفني والإعلامي على السواء، حيث أكدت أن هذه التجربة تُقربها أكثر من الجمهور وتمنحها طاقة جديدة لاكتشاف جانب آخر من شخصيتها خارج الإطار الدرامي المعتاد.
وفي سياق متصل، تستعد السعدية أزكون للظهور مجددا على الشاشة من خلال عمل درامي جديد يتمثل في الموسم الثالث من المسلسل الاجتماعي “بنات لالة منانة”، الذي يتم الإعداد له بعناية من طرف طاقم تقني وفني يشرف على وضع اللمسات الأخيرة عليه، إذ يعود هذا العمل إلى القناة الثانية بعد غياب طويل، استجابة لطلب المشاهدين الذين عبروا عن ارتباطهم الكبير بالشخصيات وقصص السلسلة.
ويحمل هذا الجزء في جعبته العديد من التغييرات الفنية، من بينها إدخال عناصر شبابية جديدة على مستوى الشخصيات، حيث تم الإعلان عن انضمام فاطمة الزهراء قنبوع وربيع الصقلي، كما يُنتظر أن تشهد الأحداث تطورا في الخط الدرامي عبر تعميق الصراعات وتوسيع زوايا المعالجة الاجتماعية، مما يعطي بعدا متجددا للعمل الذي تميّز منذ انطلاقته بتناوله لمواضيع نسائية مرتبطة بالواقع المغربي في قالب درامي مشوق.
ومن التغييرات اللافتة كذلك في الموسم الجديد، أنه سيُنجز بإخراج مختلف، بعدما تقرر عدم الاستعانة بالمخرج ياسين فنان الذي قاد الموسمين الأول والثاني، كما تم التخلي عن شركة الإنتاج السابقة وتعويضها بأخرى جديدة، وذلك ضمن خطة لتجديد الرؤية الفنية والتقنية للسلسلة مع الحفاظ على روحها الأصلية التي استلهمت من نص مسرحي عالمي وتم تكييفه بطريقة مغربية تمس وجدان المشاهد المحلي وتعكس طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة.
وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل “بنات لالة منانة” مأخوذ عن مسرحية “بيت بيرناردا ألبا” للكاتب الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا، وقد تم تكييفه ليُجسد واقع مجموعة من النساء المغربيات في سن الزواج يعشن تحت سلطة أم صارمة ويحاولن الخروج من القوالب الاجتماعية المغلقة عبر البحث عن الحب والاستقلال، وهو ما أضفى على السلسلة بعدا نسويا قويا جعلها تحظى بمتابعة واسعة ونقاشات مجتمعية إيجابية.
وقد عرف العمل مشاركة ثلة من ألمع الممثلات المغربيات اللواتي ساهمن في نجاحه من خلال أداء شخصيات متعددة الأبعاد، نذكر منهن سامية أقريو ونورا الصقلي والسعدية لديب ونادية علمي وهند السعديدي، كما شارك فيه ممثلون بارزون مثل إدريس الروخ وياسين أحجام، حيث ساهم هذا التنوع في تقديم مشاهد درامية تنبض بالحياة وتلامس تفاصيل يومية يعيشها المغاربة، مع التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية في قالب سردي شيق.
وبهذا، تواصل السعدية أزكون حضورها الفني المتجدد بين الشاشة الصغيرة وبرامج الواقع الاجتماعي، مؤكدة مرة أخرى على تنوع قدراتها ومرونتها في خوض تجارب مختلفة تدمج بين التمثيل والتقديم، حيث تمنح لكل عمل تشارك فيه بصمتها الخاصة، سواء في الدراما أو في البرامج الجماهيرية التي تقترب بها من الناس بأسلوبها العفوي وشخصيتها المحبوبة.