عطلة نهاية الأسبوع، بالنسبة إلى “حليمة” (اسم مستعار)، مناسبة لخلع عباءة الموظفة وارتداء ملابس تناسب أجواء عالم الدعارة، مع حلول مساء الجمعة، تبدأ حليمة استعداداتها، لدخول عالم ترفض الاعتراف أنها من بطلاته، فتبقي الأمر سرا بينها وبين صديقتها المقربة التي ترافقها في خرجاتها الأسبوعية.
1
2
3
تحرص حليمة أن لا تضيع الوقت، ومباشرة بعد وصولها إلى المنزل، مساء الجمعة، تقوم بالترتيبات التي تسبق “الخرجة”، ولأنها تقطن بمدينة بعيدة عن عائلتها، تكون مرتاحة نفسيا، غير مجبرة على تبرير خرجاتها الليلية خلال نهاية الأسبوع، حسب ما أوردتــه صحيفة “الصباح”
وفي هذا الصدد تجري المرأة التي تجاوزت سن الثلاثين، اتصالات وتتلقى أخرى، قبل أن تحدد وجهتها في نهاية المطاف. ولأنها لا تملك سيارة خاصة بها، تتصل بسائق سيارة أجرة ليقلها إلى المكان المحدد، علما أن كل تلك الترتيبات تقوم بها، بعدما تقصد صالونا للحلاقة والتجميل، لإخفاء معالم الموظفة التي تقبع في مكتبها ساعات طويلة في انتظار انتهاء الدوام.
في ذات الوقت تقول حليمة إن ما تتقاضاه من عملها في الوظيفة العمومية، لا يكفيها لتوفير مصاريفها وأيضا حاجيات شقيقتها التي مازالت تدرس في أحد المعاهد الخاصة، وتكاليف علاج والدتها. من أجل ذلك، وجدت نفسها مجبرة على “البريكول”، واصطياد الزبناء الذين سيدفعون مقابل ممارسة الجنس معها، وهو المبرر ذاته الذي تقدمه الكثير من الموظفات الرائدات في عالم الدعارة.
وتتــرك حليمة عالم الوظيفة، لتدخل عالما آخر تكون فيه مجبرة على إخراج أسلحتها الأنثوية، في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى، التكشير عن أنيابها في وجه الذين يحاولون استغلالها دون مقابل.
ولأن ممارسات الدعارة، يحرصن على ألا يكشف المقربون منهن، وأيضا الذين يشتغلون معهن، حقيقة مهنتهن خلال نهاية الأسبوع وبعد نهاية الدوام، تكون خطواتهن مدروسة، ولا مجال للخطأ، وقبل اصطياد الزبناء، غالبا ما يأخذن بعين الاعتبار نقطا كثيرة، تحول دون اكتشاف ممارستهن، وهو الأمر الذي يجعلهن من بين ممارسات الدعارة الراقية، أو كما يصطلح عليها بـ”النظيفة”، البعيدة عن الشبهات.
وفي بعض الحالات، تظل الموظفة، وفية لزبون واحد، وذلك في إطار الحفاظ على سمعتها، وإبعاد الشبهات عنها، سيما إذا كان “سخيا”، وأيضا لمحاولة تجنب التورط في مشاكل، قد يكلفها الكثير وتكون السبب في طردها من وظيفتها.
وفي هذا الصدد، قالت حورية إيدو مهيدي، اختصاصية في الطب النفسي، إن المرأة، بصفة عامة، التي تضطر إلى ممارسة الدعارة، بسبب ظروف اجتماعية، تعاني من بعض المشاكل النفسية، سيما إذا وجدت نفسها مضطرة إلى الاستمرار في ذلك. وأوضحت إيدو مهيدي، في حديثها مع “الصباح”، أنها من الممكن أن تدخل في نوبة عصبية نتيجة الضغط النفسي، كما قد تعاني توترا حادا، يسبب لها مشاكل صحية أخرى، إذ أنه بغض النظر عن الأسباب التي دفعتها لممارسة الدعارة، تجد نفسها في موقف، قد لا تتقبله في الوهلة الأولى.