زداد حالات البلوغ المبكر عند الأولاد أكثر فأكثر، و ما من شك في أن المحيط يتمتع بدور كبير، و لكن الإشارة الى هذا الأمر لا تزال ضعيفة حتى اليوم.
1
2
3
ما هو البلوغ المبكر؟
تصبح أجسادهم أجساد مراهقين، بينما لا يزالون اطفالاً صغاراً. و البلوغ المبكر هو ظاهرة تزداد أكثر فأكثر، غالباً ما تخلف الأهل و الفتيات في حالة ضعف. فبعض الفتيات يعانين من ازدياد أحجام أثدائهن منذ سن الثامنة، و يكنّ كثيرات في الحالة نفسها في المدرسة. و قد تمرّ الفتيات اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن بمشاكل هورمونية بعد البلوغ المبكر. و وفقاً للمختصين، فإن البلوغ المبكر يتمثل لدى الفتيات بازدياد حجم الثدي منذ سن الـ8، و ازدياد حجم الخصيتين لدى الصبي قبل سن الـ9 و تلاحظ غالباً لدى الفتيات أكثر منها لدى الفتيان. أما متوسط عمر البلوغ في هذه المرحلة الزمنية، فهو 12 للفتيات و 15 للفتيان.
أسباب البلوغ المبكر الطبّية
وجد المختصون سبباً طبياً جدياً في حوالى 5% من الحالات لدى الفتيات و لكن بنسبة أكبر لدى الفتيان (30-40%). قد يعود الأمر الى تكيّس، أو الى عيب في تكوّن المبيضين، يؤدّي الى بلوغ مبكر. و الأخطر، هو ورم في الدماغ، يكون غالباً خلف هذا الاضطراب. و لكن البلوغ يبدأ بسبب إفراز الهورمونات عبر غدتين موجودتين في الدماغ هما الطائي و الغدة النخامية. إذاً يمكن لأي مشكلة تصيب هاتين الغدتين أن تسبّب اضطراباً في ما يتعلق بالبلوغ.
تأثير مسبّبات الاضطراب الغددية
في أغلب حالات البلوغ المبكر، يعود السبب الى العوامل التي تحيط بالفتاة أو الصبي، كزيادة الوزن أو الاضطراب في الغدد، حيث إن زيادة الوزن بشكل متصاعد منذ سنّ صغيرة، 3-4 سنوات، غالباً ما تكون مسؤولة عن حالة بلوغ مبكر لدى الفتيات، إذ من شأنها أن تؤدّي الى اضطرابات مبكرة في عملية الأيض و في الهورمونات، ما يسبّب خللاً في عمل الكثير من الأعضاء. أما بالنسبة للاضطرابات الغددية، فلا يزال الشك في تأثيرها قائماً: فهذه المواد التي تُفرز في المحيط، تسبّب خللاً في توازن الهورمونات، و تقلد وظائف بعض الهورمونات. و هناك العديد من أنواع الاضطرابات الهورمونية الطبيعية كالفيتو-أوستروجين الموجود في الصويا، و لكن أغلبها ينتج عبر الصناعة الكيميائية، ومنها المبيدات الحشرية و الملوّثات الصناعية التي تحتوي على البيسفينول آي. هذه المواد التي تنتحل شخصية أحد الهورمونات المسؤولة عن إطلاق الغدة الثديية، أو من خلال إعاقة حركة الهورمون الطبيعي.
ماذا تفعلين إذا شككت في حالة بلوغ مبكر؟
إذا ظهرت على طفلك مؤشرات بلوغ مبكر و في سنّ غير طبيعية، يجب فوراً أن تستشيري طبيب أطفال أو طبيباً مختصاً في الغدد. فيحلّل هذا الأخير منحنى النموّ الوارد في بطاقة طفلك الصحّية، أو قد يجري له صورة صوتية لليد و الرسغ ليحدّد عمره العظمي، و تضاف صورة صوتية لمنطقة الحوض لدى الفتيات لقياس الرحم و المبيضين. كما أن المختص لا بدّ أن يطلب تقريراً للدم و صورة للدماغ بهدف التوصل الى التشخيص الصحيح، و تحديد السبب. هذه الفحوص ستسمح بتقييم مخاطر البلوغ المبكر، و اتخاذ القرار بما يجب فعله. و إحدى أهم النتائج السلبية للبلوغ المبكر هي الحجم الصغير للجسم بسبب حصول فورة النموّ مبكراً.
و لكن لحسن الحظ، هناك علاج مبكر و فوري يعمل فوراً على الغدة الأساس للبلوغ و هي الغدة الدرقية، فيعمل على إعاقة نشاطها، ما يساعد على إيقاف ظاهرة البلوغ. يمكن في بعض الحالات أن يحتاج الطفل إلى متابعة نفسية لتخطي تقلباته الجسدية و النفسية.