بالصور : مراكش تحتضن فعاليات المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية بحضور نخبة من الشخصيات المهمة
افتتح المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية، صباح اليوم الثلاثاء 13 نونبر الجاري 2018 بفضاء قصر المؤتمرات بمراكش، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وأكثر من عشرين وزيرا من القارة السمراء.
1
2
3
وقد أكد محمد نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل، أن الأمر يتعلق بإضافة أولى تتمثل في أنه “لأول مرة بمنتدى للتفكير في ما يمكن أن نقدمه من إجراءات عاجلة على أساس تحسين مؤشرات السلامة الطرقية”، وتتمثل الإضافة الثانية، حسب المسؤول الحكومي، في أن المنتدى هو “أول تجمع للسلامة الطرقية على مستوى إفريقيا وهو ما لم يكن في السابق”.
وذكر كاتب الدولة المكلف بالنقل أن هذا المنتدى الإفريقي الأول يسير في إطار الاستراتيجية للوطنية للسلامة الطرقية 2017-2026 والتي تستهدف خفض الوفيات على الطرق بنسبة 50 في المائة، كما يأتي في إطار التعليمات الملكية التي تريد جعل إفريقيا أولوية بالنسبة للمغرب وهي القارة التي تعرف أكبر نسبة من الوفيات على طرقها.
واعتبر بوليف أن الإضافة الثالثة هي “الإعلان عن المرصد الإفريقي للسلامة الطرقية، والذي سيكون إشارة إضافية على أساس متابعة كل المؤشرات الإحصائية على الصعيد الإفريقي، وبالتالي سنكون في مسار للدول المتقدمة من حيث المعطيات والإحصائيات المقبولة”، على حد تعبيره.
وفي كلمته الافتتاحية للمنتدى، أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على ضرورة “رعاية سلامة مواطناتنا ومواطنينا على الطرق”، مشددا على “مسؤولية” كيف يمكن وقاية المجتمعات الإفريقية من إشكالات حوادث السير الخطيرة.
وأوضح أن “القارة الإفريقية تحتاج إلى أن تقوم بجهد”، مشددا على أن “البعد الإنساني للسلامة الطرقية كبير” وتساءل حول طريقة التجند من أجل ذلك، ليؤكد على أن جواب ذلك سيكون من خلال المنتدى ورحب بجميع الحضور في المؤتمر وعبر عن تجند المغرب لتقاسم خبرته مع أشقائه في القارة السمراء.
من جانبه، شدد عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، على أن حوادث السير هي “أيتام وأرامل ومعطوبون وحرمان ومعاناة وليس أرقاما فقط”، مؤكدا على أن خطر الوفاة مازال رهينا بمكان عيش الأشخاص وبنمط تنقلاتهم في القارة الإفريقية.
وبالنسبة إلى المغرب، أورد الوزير أنه تم تسجيل 3726 حالة وفاة سنة 2017، وهو نفس مستوى سنة 2003، ليستنتج أن حوادث السير “ليست قدرا محتوما” و”أن هامش التطور مازال كبيرا”.
وفي إطار حديثه عن انخفاض حوادث السير، ذكر عمارة أن العشر الأشهر الأولى لسنة 2018 عرفت انخفاضا بنسبة 3,35 في المائة في حوادث السير مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وذكر في هذا الصدد ما تعتزم وزارته القيام به، ففضلا عن تنزيل أوراش حماية الراجلين وإعداد دليل مرجعي للسلامة الطرقية وتعزيز المراقبة الطرقية، سيتم منع الخودات التي لا تستجيب لمعايير السلامة ووضع الحواجز والجوانب في الطرق وتحسين التشوير وخلق مسالك لأصحاب الدراجات ومواصلة تنزيل مشروع المدارس الآمنة.
هذا وتميز افتتاح المنتدى بلحظة قوية وهي كلمة حفيدة الزعيم الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا، زوليكا مانديلا، سفيرة السلامة المرورية لدى مؤسسة الفيدرالية الدولية للسيارات، التي دعت، في بداية كلمتها، إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على كل ضحايا حوادث السير، قبل أن تحكي قصتها الشخصية والمؤثرة مع حوادث السير، وهي تحديدا حادثة سير مروعة فقدت فيها ابنتها حياتها بسبب سائق مخمور.
مانديلا، حفيدة زعيم مناهضة الأبارتايد وأول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، ذرفت الدموع، خلال كلمتها وهي تحكي قصة فقد طفلتها، وتتحدث كأم، لتطلق نداءها لمحاربة حوادث السير في القارة السمراء، داعية جميع الوزراء الحاضرين في المنتدى إلى الالتحاق بها بالمنصة.
وتعد إفريقيا المنطقة الأكثر خطرا في العالم بالنسبة لفئة مستعملي الطريق عديمي الحماية، لا سيما الراجلين وراكبي الدراجات بمعدل 43% من ضحايا حوادث السير، في حين يصل هذا المعدل فقط إلى 26٪ في جميع أنحاء العالم.
وتشهد القارة السمراء أعلى المعدلات بحوالي 26,6 قتيلا لكل 100 ألف نسمة، فيما لا يتعدى عدد القتلى 6 في أوروبا.
هذا ويهدف المنتدى إلى مجموعة من الأمور المهمة والتي تتجلى في النقاط التالية:
العمل على خلق إطار إفريقي للتفكير والبحث حول المواضيع المتعلقة بالسلامة الطرقية؛ و تعزيز الالتزام بالسلامة الطرقية في إفريقيا لتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة على الطرق للأمم المتحدة 2011-2020؛ و كذا العمل على برمجة لقاءات بين المؤسسات والمنظمات الحكومية والخبراء والفاعلين الاقتصاديين والمقاولات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية بالقارة الإفريقي العاملة في مجال السلامة الطرقية؛ اضافة الى تبادل الخبرات والتجارب الرائدة بشأن السلامة الطرقية في القارة الإفريقية؛ النهوض بالتعاون بين البلدان الأفريقية في مجال السلامة الطرقية؛
تطوير التبادل والعلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين الأفارقة في مجال السلامة الطرقية; والتحفيز على الاستثمار في مختلف القطاعات المتعلقة بالسلامة الطرقية اضافة الى تعزيز إدماج التكنولوجيات الجديدة في تدبير وتسيير السلامة الطرقية بإفريقيا و التبادل والاستفادة من الخبرات والتراكم الإيجابي للمنظمات غير الحكومية من أجل ترسيخ القيم في المجتمعات بإفريقيا وكذا دراسة آليات خلق مرصد إفريقي للسلامة الطرقية وسبل تفعيله.
كما وتميز المنتدى بوقوف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني رفقة وزراء مغاربة ومسؤولين أفارقة، على التعزيزات الأمنية المغربية في مجال السلامة الطرقية على هامش المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية بمراكش والتي تم تنظمها خارج قصر المؤتمرات بشارع محمد السادس.