عائشة الشنا حاصلة على جائزة أوبيس والتى بلغت قيمتها مليون دولار.

عائشة الشنا أيقونة الأمهات العازبات

1

2

3

من هي عائشة الشنا؟

عائشة الشنا ناشطة جمعوية مغربية، مدافعة عن حقوق المرأة من مواليد 14 أغسطس 1941, بمدينة الدار البيضاء. ، بدأت مشوارها المهني كممرضة موظفة في وزراة الصحة. أسست جمعية التضامن النسوى في عام 1985، وهى مؤسسة خيرية بمدينة الدار البيضاء تهدف لمساعدة النساء العازبات وضحايا الإغتصاب.حازت الشنا على عدة جوائز مقابل عملها الإنساني منها جائزة أوبيس عام 2009 والتى بلغت قيمتها مليون دولار.

بداياتها

ولدت الشنا في الدار البيضاء أثناء الحماية الفرنسية، ثم انتقلت إلى مدينة مراكش حيث قضت طفولتها المبكرة هناك. توفي والدها وهي في الثالثة من عمرها وتزوجت والدتها للمرة الثانية. وعندما أتمت الشنا الثانية عشرة من عمرها، حاول زوج أمها أن يمنعها من إكمال مشوارها الدراسي، إلا أن أمها تدخلت وأرسلتها إلى الدارالبيضاء لتعيش مع عمتها وتواصل تعليمها في مدرسة فرنسية. وبعد ثلاثة سنوات، تطلقت والدتها والتحقت بها في الدار البيضاء وبعد ذلك باعت حليها لتدعم ابنتها.
غادرت الشنا المدرسة في السادسة عشر من عمرها، وحصلت على عمل في مستشفى حيث عملت سكرتيرة لبرامج أبحاث لمرضى الجذام والسل. وبعد ذلك اجتازت امتحانات الالتحاق بمركز تكوين الممرضين عام 1960 بناء على طلب أصدقائها وتم قبولها. وبعد حصولها على دبلوم التمريض، عملت الشنا في وحدة التعليم بوزارة الصحة ثم انتهى بها المطاف لتعمل منسقة لبرامج التوعية الصحية. وفى السبعينيات عام 1970، بدأت في إنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية المختصة بصحة المرأة ومن ضمنها أول عمل تلفزيوني يدور حول التعليم الصحي.

الأعمال الخيرية التي أنجزتها عائشة الشنا

شرعت الشنا عام 1959 في أولى أعمالها التطوعية بالالتحاق بجمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة داء السل. وفي عام 1985، أسست جمعية التضامن النسوى وهى منظمة مختصة في مساعدة النساء العازبات، ضحايا الإغتصاب، وكانت أنشطنها منحصرة في بادئ الأمر في الدار البيضاء. تعمل الجمعية على تدريب النساء على الطبخ والحياكة والمحاسبة وغيرها من المهارات، وذلك بهدف إعادة ادماجهم، هم وأطفالهم في المحتمع ومنحهم الاستقلال الذاتي. وفى عام2002, أصبحت الجمعية منظمة رسمية غير حكومية، ثم حصلت بعد ذلك على تبرع من الملك محمد السادس.
في عام 1996، نشرت الشنا كتاب يسمى “البؤس: شهادات”،والذى سردت فيه عشرين قصة عن النساء الاتى عملت معهن. وصف الكتاب بكونه “إعلان العمل النسائي”. كما نشرت الشنا بعد ذلك كتابا آخرا بعنوان “منوعات من القصص الحزينة”. وحازت على جائزة في السفارة الفرنسية في الرباط.

الدفاع عن حقوق المرأة

وصفت الشنا نفسها بأنها تتمتع بقلب مسلم ولكن عقلها علمانى. ترجع شهرتها أثناء توليها منصب موظفة في وزارة الصحة إلى عملها في التي كانت تعتبر من المحرمات بما في ذلك تنظيم الأسرة، ووضع الأمهات العازبات، ووضع الأطفال غير الشرعيين، ووضع ضحايا زنا المحارم. تلقت انتقادات متوالية من المحافظين الذين ادعوا أن عملها يجعل من فساد الأخلاق شيئاُ شرعياً. وفى عام 2009 حازت على جائزة أوبيس والتى يبلغ قدرها مليون دولار مكافأةً على عملها مع النساء المحتاجات للرعاية. وقد كانت الشنا أول مسلمة تفوز بهذه الجائزة، وصرحت بأن أموال هذه الجائزة ستكون ضماناً لاستمرارية مؤسستها حتى بعد مماتها.

إهتمامها بالأمهات العازبات

في عام 1985م وجهت اهتمامها صوب الأمهات العازبات وكانت ترى أنها فئة اجتماعية هشة، لا تتمتع بأي حق من الحقوق. من أجل تنظيم العمل وتأطيره ، قامت عائشة الشنا بتأسيس “جمعية التضامن النسوي”. تقع الجمعية في حي النخيل بالدار البيضاء، وتضم عشرات الأمهات العازبات، وهو مصطلح يقصد به النساء اللواتي أنجبن أطفالا خارج مؤسسة الزواج الشرعي بمحض إرادتهم أو اللواتي تعرضن للاغتصاب إلا أن الشنا تفضل استعمال مصطلحي “النساء المتخلى عنهن” أو “النساء في وضعية صعبة” بدل مصطلح “الأمهات العازبات”. وتعتبرهن الشنا ضحايا المجتمع والقانون، في مقابل ذلك تعتبر الشنا أطفال هؤلاء الأمهات “أطفال متخلى عنهم” أو “الأطفال في وضعية صعبة”، بدل مصطلحات: “اللقطاء” أو “أولاد الزنا” أو “أطفال الشوارع”، ذلك لأنهم لم يختاروا “المجيء” إلى الدنيا بمحض إرادتهم، إنما جاؤوا إليها نتيجة علاقات عابرة، وغير شرعية، أو اغتصاب، أو وعود بالزواج كاذبة
تقدم الجمعية المساعدة القانونية والاقتصادية والنفسية للنساء، خصوصا تسهيل المساطر القانونية والإدارية فيما يتعلق بتسجيل الأولاد في الحالة المدنية، بالإضافة إلى تحسيس النساء بخطورة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
كما تعمل على إدماج الأمهات وأطفالهن في عائلاتهن، حيث تمكنت الجمعية من جعل الآباء يعترفون بأولادهم فيسجلونهم في الحالة المدنية، بل إن بعض “لآباء” لم يقتصروا على الإقرار بالبنوة بل فضلوا الزواج بأمهات أولادهم. ففي سنة 2005 اعترف 68 أب بأطفالهم؛ 17 منهم فضلوا الاعتراف مع الزواج، بينما أقر 51 منهم بالبنوة فقط.
وتعتبر الشنا أنه لا يمكن تبيئة النموذج الأخلاقي الغربي في تربيتنا المغربية، وأنه ليس من حق المجتمع أن يتصرف كيفما شاء بدعوى أننا في القرن الواحد والعشرين، حسب رأيها المجتمع المغربي مسلم، وهي ضد الحرية الجنسية وضد العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج الشرعي، وتدعم التماسك الأسري. وتقول أن حرصها على هذا التماسك هو الذي جعلها تبذل جهدا كبيرا في سبيل أن يتعرف الابن على “أبيه البيولوجي” وحتى لا تختلط الأنساب فيتم السقوط في زنا المحارم. وتحظى هذه الجمعية بإعجاب المناضلات والفاعلين الجمعويين عبر العالم.

الجوائز التي حصلت عليها الشنا

من بين الأوسمة العديدة التي حصلت عليها عائشة الشنَّا:
جائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية، 1995 بباريس.
جائزة وسام الشرف للملك محمد السادس عام 2000.
جائزة إليزابيت نوركال، نادي النساء العالمي بفرانكفورت، 2005.
جائزة أوبيس للأعمال الإنسانية الأكثر تميزا والبالغة قيمتها مليون دولار. 2009 بمينيابوليس (الولايات المتحدة).
وسام جوقة الشرف من درجة فارس، من قبل الجمهورية الفرنسية، 2013

عائشة الشنا