في أسبوعين.. استغني عن حفاظ طفلك

لا يتحكم طفلك –من الناحية العلمية- في إخراج (البول والبراز) بشكل كامل إلا عندما يصل لسن السنتين، إلا أن تدريبه بشكل تدريجي قبل هذا السن قد يكون مفيدا، حتى تنضج أعصاب التحكم ويصل إلى التحكم الكامل قرب السنتين.

1

2

3

وخلال فترة تعليم الطفل الاستغناء عن الحفاظ يحظر على الأم معاقبته بالصراخ أو الضرب أو حتى السب؛ حيث أن هذا يعد ظلما كبيرا له، لأنه لا يستطيع جسديا وعقليا التحكم في هذا الأمر الذي يفوق قدراته، مما قد يطيل فترة التدريب ويجعله أمرًا صعبًا.

يفهم.. يحب.. يتمرن

ولكي تدربي طفلك على تلقي مهارة جديدة كالتدريب على دخول الحمام؛

لابد للطفل أن يفهم.. كتدريب للعقل.

أن يحب.. تدريب للقلب والمشاعر.

أن يتمرن…تدريب للجسد على المهارة.

يفهم أولا أهمية استخدام الحمام، ولماذا يجب أن نستغني عن حفاضات الأطفال، ولماذا نتبول أو نتبرز في الحمام أو “البوتي”.

ويكون ذلك بأن ترددي على مسامعه هذه العبارات: “هنشيل البامبرز علشان انت بقيت كبير.. بابا وماما مش بيلبسوا  وبيقعدوا هنا يعملوا بيبى أو كخ (حسب اللفظ الذي تستخدمينه مع طفلك) علشان البيبى والكخ يمشى فى ماسورة كبيرة وتروح برة  البيت علشان البيت يبقى نضيف و ريحته مش وحشة”.

المشاركة

خذيه معك أثناء استخدامك للحمام، واجعليه ينظر إلى البراز في الحمام أو يسمع صوت البول ليتعلم لماذا نجلس هنا أولا؟

اطلبي منه الدخول مع والده عدة مرات، لينظر لماذا نجلس على هذا الكرسي، وماذا نفعل بالتحديد؟

ثم تناقشي معه في أن كرسي الحمام يعد كبيرا عليه، ويمكن استخدام وسائل وطرق أخري تتناسب معه كالكرسي الصغير او قاعدة الأطفال أو “البوتي”، وفهميه جيدا ما المطلوب منه.

التشجيع

يحتاج الطفل أن يشعر بالتشجيع والتحفيز، فعندما ينجح في ضبط الأمر مرة؛ نقول: “هايل.. برافو” ونصفق له، ونضحك ونحضن ونقبل ونلاعب، ونظهر سعادتنا بنجاحه، ويمكن إحضار الشيكولاته أو الحلوى المحببة له كمكافأة، وذلك لنأكد على السلوك الجيد، ونرسخه عنده ونجعله يحبه.

أما إن فشل في التحكم بنفسه في بداية التدريب، وتسبب في اتساخ الأرض أو ملابسه، فتعاملي مع الموضوع وكأن شيئا لم يكن، وبمنتهى الهدوء غيرى ملابسه، وامسحي الأرض، وقولي بنبرة حازمة: “المرة الجاية هنقول بوتي”.

إياك والصراخ

فعندما تصرخ الأم أو تضرب أو تسب طفلها -لأنه فعلها في ملابسه أو على الأرض- فإن الطفل يفهم في هذه الحالة أن الإخراج في حد ذاته خطأ، ويبدأ  يمسك نفسه محاولا ألا يمارس عملية الإخراج تجنبًا للعقاب،  وكذلك يحاول مقاومة الإخراج حتى لا يتبرز أو يتبول رغمًا عنه، فالطفل هنا لا يعند ولا يمنع  نفسه عن عمد.. ولكنه خائف من ردة فعلك.

فعادة ما تشتكي الأم: “هو بيعند معايا ومش راضي يعملها”، ولكن الطفل خائف من الضرب والصراخ، ورد الفعل العنيف لأنه فهم أن الإخراج في حد ذاته غلط.

وقد تلاحظ الأم أن طفلها يختبئ في مكان بعيد عن نظرها لأنه خائف، وتزيد الأمر سوءا بالمزيد من الصراخ والضرب والسب عندما تكتشف المصيبة، فتكون النتيجة أن الطفل قد يستغل هذا الأمر لعقاب الأم، ففي كثير من الأحيان عندما تكون الأم عصبية ودائمة الصراخ والعنف؛ يلاحظ الطفل أن هذا الأمر يثير غضبها؛ فيستغله كعقاب لها على صراخها، ومنعها له من ممارسة ما يحبه، أو إجبارها له على فعل لا يحبه، وهنا تبدأ الرغبة في الانتقام منها كرد فعل لصراخها الدائم الذي لا يفهمه.

لذا كوني حريصة على أن يحب الطفل عملية الدخول إلى الحمام أو استخدام البوتي، في أوقات محببة يرتاح فيها ولا تكون أمرا كريهًا يجلب العقاب والصراخ والألم حتي تنجحي فيه بسرعة ويسر.

التدريب العملي

راقبي طفلك واجعليه دوما في مجال ومحيط نظرك، فعندما يشعر أنه يريد أن يتبول أو يتبرز ستظهر عليه علامات يمكنك التقاطها ..مثل الوقوف دون حركة، وتحديق العينين وانتفاخ الوجه.
دربيه ليقول: “عايز بيبي”.. ورددي معه نفس العبارة، واطلبي منه الترديد وراءك.
علميه أن يدخل دورة المياه بمجرد شعوره بهذا الإحساس، وأن ينادي عليك لو كان سيتبرز أو يتبول في دورة المياه، أو أن يحضر “البوتي” بنفسه.
وبعدها ندربه على يخلع ملابسه بنفسه، ليجلس على “البوتي”.

ولا تنسي.. التشجيع، التحفيز، الفرح، الضحك، القبلات، والأحضان قبل كل مرحلة خلال التدريب.

انتبهي

طفلك ليس ملزما أن ينجح في كل مراحل التدريب.
لو نادى عليك ولم يستطع التحكم في التبول أو التبرز.. فهو إنجاز يستحق عليه التشجيع.
لو أتي لكِ “بالبوتي”، ولكنه لم يستطع التحكم في نفسه.. فهذا أيضا يعد إنجازا يستحق التشجيع.

وهكذا يكون التدريب المستمر.. بالتشجيع والتحفيز إن نجح، والتجاهل والمحافظة على الهدوء إن فشل.

وبالتدريج والهدوء بإذن الله لن يستغرق التدريب أكثر من أسبوعين، لكن مع العصبية والصراخ والضرب والعنف فسيكون التدريب أصعب وأطول عليك وعلى طفلك.