الغدد اللمفاوية
الغددُ اللمفاويّة جزءٌ من الجهاز الليمفاويّ، وهي كتلٌ من الأنسجةِ المتخصّصة التي تشكّلُ تجمّعاً من الخلايا المناعيّة اللمفيّة التي تقوم بفلترة السوائل اللمفيّة من الميكروبات قبل عودتها للدمّ، وتحافظ على توازن السوائل في الجسم، وهي متواجدة في جميع أنحاء الجسم باستثناء الجهاز العصبيّ المركزيّ.
سرطان الغدد اللمفاوية
في سرطانِ الغدد اللمفيّة تصبح الخلايا المناعيّة اللمفية مسرطنة، فينتج عن ذلك نموٌّ زائد غير طبيعيّ فيها وفي الأنسجة الموجودة في الغدد، فيؤدّي ذلك إلى تضخّم هذه الغدد في شتّى أرجاء الجسم، وتظهر واضحةً في منطقة الإبط والرقبة فتكون صلبة غير مؤلمة، وفي العادةِ يبقى هذا السرطان محصوراً في الغدد اللمفاويّة أو باقي الأنسجة اللمفاويّة، ولا ينتشرُ خارجَها إلّا في حالات نادرة، ويقسمُ سرطان الغدد إلى قسميْن رئيسيين، وهما لمفومة هودجكينيّة، ويشكل 10% من سرطانات الغدد اللمفاويّة، ولمفومة لَاهودجكينيَّة ويشكّل 90% منها.
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية
الأعراض الرئيسيّة:
تكونُ علامات وأعراضُ المرض في بدايته شبيهةً جداً لأعراضِ الأمراض البسيطة، مثل الالتهابات الفيروسيّة ونزلات البرد، لذلك هذا يتسبّب بتأخير تشخيص المرض، والفرق بينهم أنّ هذه الأمراض تزول أعراضها بعد فترة قصيرة، أمّا سرطان الغدد فيستمرّ لفترة أطول، وأعراض هذا السرطان بشكل إجماليّ تتمثّل بانتفاخ غير مؤلم للغدد اللمفاويّة، وعادة ما تكون أكثر وضوحاً في منطقة الرقبة وتحت الإبط حيث تتركّز الغدد في تلك المناطق، بالإضافة إلى ظهور هذه الانتفاخات في منطقة البطن ومنطقة أصل الفخد، وكذلك من الممكن ألاّ يشعر المريض بأيّ انتفاخ في جسمه. وهنالك بعض الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها المريض وهي:
نقص الوزن بشكل كبير يزيد عن 10% خلال أشهر قليلة لا تتعدّى الستّة أشهر بدون اتباع أيّ نوع من أنواع الحِمية، وضعف في الشهيّة.
ضعف عامّ في الجسد، ونقص في الطاقة.
ارتفاع درجة الحرارة، والتعرّق المسائيّ المصاحب للرعشة، والحمّى، والصداع.
حكّة الجلد بسببِ نموّ الخلايا السرطانيّة الليمفاويّة، والتي يتداخل نموُّها مع الخلايا الجلديّة، وسمومها تختلطُ مع أوساخ الجلد ممّا يسبّب الحكة.
جفاف الجلد بشكل غير طبيعيّ.
صعوبة في البلع؛ بسبب تضخّم اللوزتيْن.
صعوبات في التنفّس والسعال.
تضخّم الغدد اللمفاويّة داخلَ البطن يؤدّي لآلام في البطن، والظهر، والقدمين، وضعف العضلات المحيطة في هذه الأجزاء.
انتفاخ وتورّم في القدم والكاحل.
العدوى المتكرّرة بسبب فقد فاعليّة جهاز المناعة، ممّا يساعدُ على انتشار الجراثيم والفيروسات الخطيرة.
الأعراض الفرعيّة:
هناك أعراض أخرى فرعيّة قد تصيبُ المريض بسبب انتشار المرض و تضخّم الغدد بشكل كبير:
أعراض عصبيّة مختلفة كالاعتلال العصبيّ الذي يؤدّي لضعف حاسة اللمس؛ بسبب انتفاخ الغدّة وضغطها على مجرى العصب.
تضخّم الطحال، والكبد، وألم البطن المصاحب للقيء، وانسداد الأمعاء.
تضخم الخصيتيْن.
اليرقان.
القروح الجلديّة والطفح الجلديّ بعد انتشار المرض في الخلايا الجلديّة.
التهاب الأوعية الدموية في مختلف أرجاء الجسد، وفقر الدم، وقلّة الصفائح الدمويّة.
الفرق بين لمفومة هودجكينيّة واللاهودجكينيّة
يتشابهُ هذان النوعان من السرطانات، ولكن هناك علامات فارقة بينهما، وهي:
اللمفومة الهودجكينية: هو شكلٌ يحدثُ كثيراً في الفئة العمريّة بين 15 و 35 عاماً، أمّا اللاهودجكينية فقد تحدث في أيّ عمر، ولكن تزيد نسبة الإصابة به عند كبار السن، خصوصاً بعد سنّ الستّين.
اللمفومة الهودجكينية: هو شكلٌ نادر من سرطان الغدد الليمفاويّة، أمّا اللاهودجكينية فهو الأكثر شيوعاً.
اللمفومة الهودجكينية: تصيب مجموعة محدّدة من الغدد في منطقة محدّدة، وتنتقلُ من غدّة إلى غدة مجاورة لها بشكل منظّم، أمّا اللاهودجكينيّة فتكون أكثر انتشاراً داخل الجسم، وبشكل عشوائيّ.
بناء على الفحص المجهريّ، وجود خلايا ريد ستيرنبرغ من الخزعة المأخوذة من العقدة الليمفاويّة دليلٌ قاطعٌ لليمفوما الهودجكينيّة.
أسباب سرطان الغدد اللمفاويّة
لا تزالُ أسباب مرض سرطان الغدد اللمفاويّة غيرَ واضحة المعالم حتى الآن رغم تطوّر العلم، لكن حدّد العلماء عدّةَ عوامل مؤثّرة ومثيرة لحدوث المرض، منها:
العامل الوراثيّ.
تقدّم العمر وبالأخصّ مَن هم فوق الستّين.
الذكور هم أكثر عرضة للإصابة به.
ضعف الجهاز المناعيّ؛ بسبب مرض الإيدز، وزراعة الأعضاء.
التهابات فيروسيّة، مثل التهاب الكبد الوبائي C، وفيروس ابشتاين بار.
التعرّض للمواد الكيميائيّة، ومبيدات الحشرات.
العلاج الإشعاعيّ لأمراض السرطانات.
زيادة الوزن.
التشخيص والعلاج
كما ذكر سابقاً إنّ انتفاخَ الغدد قد يكونُ بسببِ أمراض حميدة، فلذلك فإنّ التشخيصَ النهائيّ لهذا المرض يعتمدُ فقط على الخزعة من الغدد المتضخّمة، في حين تمّ تشخيص بالمرض يقوم الطبيب بطلب المريض إجراء فحوصات فيزيائيّة، ومن ضمنها مراقبة وتفحّص العقد الليمفاويّة وأحجامها الموجودة في مناطق الرقبة وأعلى الفخذ والإبط، كما يطالبُه بإجراء فحوصات دم مخبريّة، وفحوصات نخاع العظم، ومجموعة من الإجراءات التالية كأشعة X-ray، والصورة الطبقية CT، وصورة الرنين المغناطيسيّ (MRI) لمعرفة درجة انتشار المرض وتأثيراته.
أمّا بالنسبة للعلاج فيعتمدُ على نوع السرطان وحدّته ومدى انتشاره، ولكن العلاج الرئيسيّ هو العلاج الإشعاعيّ بالإضافة للعلاج الكيميائيّ، والعلاج الجراحيّ باستئصال الورم اللمفيّ في بعض الحالات إلاّ أنّ العلاج الكيمياويّ يكونُ له أثر إيجابيّ أكثر من الجراحيّ، ومن مساوئ استئصال الورم أنّه لا يمكن إزالته كاملاً؛ حيث تبقى فرصة عودته مجدّداً موجودة، ومن الممكن أيضاً استخدام العلاجات المناعيّة الحديثة
1
2
3