قررت محكمة مغربية في مراكش تنظر في ملفات المتهمين في قضية حساب «حمزة مون بيبي» المتابعين بتهم التشهير والابتزاز تأجيل النظر في الملف إلى يوم الاثنين المقبل من أجل المناقشة، وهو التاريخ الذي ستمثل فيه المغنية المغربية المثيرة للجدل دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام المتابعتان على خلفية ذات القضية في حالة سراح.
وشهدت المحكمة الابتدائية في مراكش خلال جلسة محاكمة الثلاتي «اليوتيوبر سكينة الملقبة بـ «كلامور» والمراسل الصحافي سيمو ظاهر وصاحب وكالة كراء السيارات عدنان الملقب بـ «مول الفيراري» وقفة احتجاجية المطالبة بأقصى العقوبات في حقهم، فيما كانت تعرف قاعة المحكمة تبادل اتهامات وشتائم.
ونشبت مناوشات بين الطرفين، حيث صكت هيئة دفاع الثلاثي اتهامات للمطالبين بالحق المدني بأنهم يحاولون جاهدا التأثير على القضاء، سواء من خلال تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام المحكمة أو التصريحات والخرجات الإعلامية، كما شهدت قاعة المحكمة عراكات منفصلة، حيث بصقت «كلامور» على وجه سلطانة، مصممة أزياء وإحدى المشتكيات في الملف، فيما اشتبكت أخت «كلامور» مع سيدة مناصر لعائلات المتضررين والضحايا، في محيط القاعة قبل أن يتدخل الأمن الموجود هناك لفض النزاع بينهم.
وأمام هذه الفوضى والمناوشات، قرر القاضي تعليق الجلسة إلى وقت لاحق تم استئنافها من جديد وآنذاك استمعت المحكمة لعدد من ضحايا الحساب المثير للجدل والاستماع إلى كل من «كلامور» وظاهر و»مول الفيراري»، الذين أقروا بتورطهم وتسييرهم للحساب.
وطالب دفاع المتهمين الثلاث من المحكمة تأجيل الجلسة بمبرر أن الهيئة غير مستعدة بعد للترافع كون أن الأخيرة التحق بها محامون جدد، لكن دفاع المطالبين بالحق المدني اعتبروا أن الملف جاهز للمناقشة ولا يستدعي التأجيل، معتبرا أن الهدف من التأجيل هو محاولة هروب بهذا الملف إلى الأمام واللعب على الوقت حتى تهدأ الأوضاع وينساه المغاربة».
وقال محمد المديمي، رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان في المغرب أحد المشتكين أن المحكمة استمعت إلى الدفوعات الشكلية لمجموعة من المتهمين واستمعت أيضا إلى الضحايا والمشتكين بـ «العصابة» وأن الضحايا أجمعوا على أن الثلاثي وهم اليوتيوبر سكينة «كلامور» والمراسل الصحافي سيمو ظاهر، وصاحب وكالة لكراء السيارات يدعى عدنان ويلقب بـ«مول الفيراري» هم من يسيرون الحساب المثير للجدل وأن المتهمين الثلاث اعترفوا في المواجهة بينهم بالتهم المنسوبة إليهم إلى حد أنهم بدأوا في اتهام بعضهم البعض أمام قاضي التحقيق، مبرزا أن الخبرة التقنية على هواتفهم أكدت تورطهم في القضية.
واحتشد عدد من الحقوقيين والمتضررين من عصابة «حمزة مون بيبي» أمام المحكمة في وقفة احتجاجية دعا لها المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان في المغرب وشارك فيها مجموعة من الهيئات النقابية والمنظمات الحقوقية من أجل الاحتجاج على عصابة الابتزاز والتشهير والتهديد والاتجار بالبشر، مطالبين بأقصى العقوبات في حق العصابة التي أفسدت حياة الكثير من الأشخاص.
وقال محمد المديمي، «لقد تعرضنا لأبشع الممارسات الإجرامية الشنيعة من طرف زمرة الفساد والمفسدين من تشهير وسب وقذف وحتى التهديد بالقتل في ظل تخلي الدولة عن التزاماتها عن حماية المدافعين عن حقوق الإنسان». وان الوقفة تهدف «فضح زمرة الفساد التي تحاول التدخل في القضاء لصالح المتهمين وسنفجر مفأجاة من العيار الثقيل بخصوص هذا الملف الذي يتابعه الرأي العام الوطني والدولي».
وتتابع في حالة سراح على خلفية هذا الملف كل من المغنية دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام باعتبارهما من المتهمين الرئيسيين في الملف، حيث تتابعان في حالة سراح بعد تأديتهما كفالة حوالي 88 ألف دولار، وذلك بتهمة نشر صور وبث أقوال دون الموافقة المبدئية لأصحابها وذلك قصد التشهير والإساءة للسمعة، حيث من المنتظر أن يمثلان أمام القضاء يوم الثلاثاء المقبل.
وقال متابعون للمحاكمة إن معاينة حرارة الملاسنات وكان يخيل إليه أنّ الأمر يتعلق بمحاكمة الفنانة دنيا بطمة وشقيقتها وليس البلوغرز سكينة غلامور بعد أن تعالت بعض الحناجر خارج أسوار المحكمة، مطالبة بالنظر بميزان العدل في هذه القضية والزج بدنيا وأختها وراء القضبان بسبب حساب «حمزة مون بيبي» إسوة بباقي المتهمين بدل متابعتهما في حالة سراح وهم يتساءلون عن السبب وراء شراء الذمم بالأموال.
ورفع المحتجون مجموعة من الشعارات، «واه واه على شوهة الفنانة المشبوهة» و»الشعب يريد إسقاط مون بيبي» و»واه واه على شوهة الحسابات المشبوهة»، كما استنكروا «التلاعب» في هذه القضية وهم يوجهون أصابع الاتهام إلى قاضي بعينه، بعد أن قفز اسمه إلى الواجهة في الأيام الأخيرة مع إثارة الانتباه إلى وقوعه تحت طائلة الابتزاز والمساومة بعد تهديده بنشر فيديوهات وصور إباحية تخصه ونددوا بالسيناريوهات الجهنمية للحساب الوهمي الذي لم يستثن مجموعة من المحامين والقضاة من لعبته الخبيثة.
وعرفت ساحة الاحتجاج غليانا وكأن الأمر يتعلق بحرب ضارية الوطيس بعد أن قصف محتجون بعبارات نارية بعض المساندين للفنانة دنيا بطمة والمدافعين عنها، ما جعل رجال الأمن يأمرونهم بمغادرة المكان في صمت، قبل أن يقر عدد من الحاضرين إنّ الفنانة المذكورة لم تستح من كراء ما اعتبروه «نكافات» يدافعون عنها ويؤازرونها في محنتها رغم أنها اقترفت حسب تعبيرهم، أفعالا يعاقب عليها القانون، طبقا لمجموعة من البنود التي وضعها المشرع المغربي تحت طائلة المساءلة والعقاب.
1
2
3