هكذا تحولت المسماة” مي نعيمة ” من امرأة بالبادية إلى مؤثرة مشهورة لينهي فيروس ” كورونا” مشوارها في قبضة الشرطة

تعرف المغاربة على “لالة نعيمة” نهاية سنة 2018، عندما تم تداول فيديو “عفوي” لها قام صاحب “قناة مربوحة” بنشره على اليوتيوب، وحصد نسبة مشاهدة عالية جدا في ظرف وجيز.
ومنذ ذلك الحين، دخلت هذه السيدة “عالم الشهرة”، لتجذب انتباه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منهم مُروجي التفاهة، ومنهم أيضا الأمهات وربات البيوت اللواتي أصبحن يتابعن فيديوهاتها بانتظام آنذاك، كونها كانت تقدم لهن وصفات للطبخ، وأيضا بعض يومياتها في البادية.

1

2

3

وحسب هذا التقرير الذي اعدته الزميلة le360 والذي جاء فيه ان صداقة “لالة نعيمة” بصديقتها وجارتها “مربوحة” لن تستمر طويلا، كون ابن هذه الأخيرة، صاحب قناة “مربوحة”، كان، على حد قول “مي نعيمة”، لا يدفع لها ما تستحق من المال جزاء الفيديوهات التي تقوم بتصويرها، والتي يجني منها “الكثير من الأرباح”.
وكشفت “لالة نعيمة” في العديد من التصريحات، أن صاحب القناة كان يعطيها 100 درهم فقط، مقابل كل فيديو ينشره على قناته، بينما كانت تصريحات هذا الأخير متناقضة، وأكد أنه كان يدفع لها 200 درهم مقابل كل فيديو بالإضافة إلى راتب شهري يصل إلى 8000 درهم وبعض التبرعات التي كانت تقدم لها من طرف بعض “المحسنين”.
جدل كبير وتصريحات قوية تزيد من شهرة “لالة نعيمة”:
خلاف “لالة نعيمة” مع ابن صديقتها “مربوحة” دفع بهذا الأخير إلى حذف كل فيديوهاتها من القناة، وبالتالي أنهى علاقته المهنية معها، لتجد السيدة نفسها بدون مدخول مالي.
وعادت “لالة نعيمة” لتظهر في عدة منابر إعلامية، قائلة إنها “تعرضت للظلم”، وإنها “ستعود من جديد لحياة الفقر، كونها تساعد زوجها في إعالة بيتهما وأطفالهما”.
واستطاعت “لالة نعيمة”، بفضل هذه التصريحات، أن تحصد تعاطفا وتضامنا كبيرين من طرف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن دعمهم لها.
“لالة نعيمة” تتحول يوتوبر وتفتح قناتها الخاصة
وقررت “لالة نعيمة” أن تفتح قناتها الخاصة في مارس 2019، لتغير لقبها من “لالة نعيمة” إلى “مي نعيمة البدوية”.
واستطاعت صاحب المقولة الشهيرة “إيوا يا المشاهدين” أن تحصد قرابة النصف مليون مشترك في قناتها في ظرف سنة واحدة فقط. وتمكنت أيضا فيديوهاتها من تحقيق نسب مشاهدة عالية جدا، حيث كانت تحتل في العديد من المرات، الرتبة الأولى في “الطوندونس” المغربي.
ولم تكن مي نعيمة تعلم أن فيديو ستتحدث فيه عن فيروس كورونا سيكون سببا في قلب الموازين، وجعلها تفقد كل ما جنته من تعاطف طوال هذه الفترة.
كورونا .. الحلقة الأخيرة في قصة “مي نعيمة”
ولكن قبل الخوض في فيديو كورونا لـ”مي نعيمة”، يجب أن نقف عن نقطة مهمة، وهي أن نجاح قناة هذه “اليوتيوبر” إن صح القول، لم يكن يروق لجميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المحتوى الذي كانت تقدمه هذه السيدة كان حسب رأيهم تافها ويساهم في نشر الجهل.
وبالتالي أصبح الفيديو الذي قالت فيه “مي نعيمة” أنه لا وجود لفيروس كورونا، بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس.
فقرر رواد مواقع التواصل الاجتماعي شن هجوم شرس على “مي نعيمة” فقاموا بالتبليغ ضد ذلك الفيديو إلى أن قامت إدارة اليوتيوب بحذف نهائيا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد قام البعض أيضا بالتليبغ ضد قناتها إلى أن اختفت بدورها.
وبالرغم من أن “مي نعيمة” استطاعت أن تستعيد قناتها، وتنشر فيديو جديد لتعتذر من متابعيها على سوء فهمهم لها، قررت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مساء الأربعاء 18 مارس 2020، بمدينة فاس، ايقاف “مي نعيمة” ، وذلك للاشتباه في تورطها في نشر محتويات زائفة بواسطة الأنظمة المعلوماتية والامتناع عن تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة، وتحرض على عدم تنفيذ توصيات الوقاية والقرارات الاحترازية التي أمرت بها السلطة العامة لتفادي انتشار العدوى، وهي التصريحات الزائفة التي شكلت موضوع شکایات إلكترونية تقدم بها عدد من المواطنين أمام النيابة العامة المختصة وأمام مصالح الشرطة القضائية.

اعتقال مي نعيمة