ما زال الفنان المغربي فيصل عزيزي يخلق الجدل بمنشوراته، وهذه المرة كانت جرعة الجرأة في الموضوع الذي طرحه أكبر من السابق، إذ نشر صورته وهو يرتدي ملابس داخلية نسوية، وأرفق هذه الصورة بتدوينة شبه فيها الفنانين بعاملي الدعارة.
وقال فيصل في تدوينته التي تحصر من خلالها على الوضع الذي يعيشه الفنان المغربي، وكيف أن امتهانه لهذا المجال لا يسمح له بضمان مستقبله، ولكن الغريب في الأمر هو أن عزيزي اختار التطرق لهذا الموضوع بأسلوب جريء وفيه تقليل من قيمة الفنان، لأنه شبه مهنة الفن بالدعارة: ” لا ارى فرق كبير بين الفنان و عامل الجنس في المغرب: كلاهما يبحثان عن عمل ليل نهار، في انتظار زبون، يعطون من دمهم و ذواتهم لتلبية رغبة الاخر.
لهما مهنة موسمية و غير مهيكلة، ليس لديهما أي نوع من الضمانات و الحقوق، كمنظومة تعاضدية قوية، صندوق تقاعد الخ… اذا مرض الجسد وضعفت النفسية لا يمكن العمل.
وتابع : ” لا ينتميان الى صناعة مهندسة و مدروسة، عمل عبثي يلعب فيه الحظ والعلاقات الخاصة دورا الرئيسيا، زوق تبيع، بين ما عندك من “ماتيرييل و مواهب” باش تلقى زبون، كثرة العاملين والمنافسة بإعتبارات بئيسة كعدد المتابعين”.كلاهما يعانون من نظرة مجتمعية قاسية واحتقارية في غالب الاحيان، نهاية تتشابه: فقر مرض ووحدانية”.
وأردف: ” الفرق الوحيد هو أن الدعارة مهنة غير معترف بها حكوميا رغم تواجدها الكبير، والفن يقال أن هناك مكاتب وجهات رسمية تشتغل لصالح مهنيي الفن، وذلك جد نسبي إلى غير صحيح.
أشير إلى أن أغلب الفنانين يعيشون من المستحقات المباشرة (الخاصة) ولا يتوصلون بتاتا بالحقوق المجاورة كحقوق التأليف وحقوق الصورة.
لو كانت مهنة الفن مهيكلة كباقي الدول، لكان مستوى عيش الفنان مختلف جدا. كما تعرفون، في بلدان أخرى، عمل ناجح واحد يعطي رفاهية مادية كافية للفنان مدى حياته. هنا خبط حتى تموت فالاخر تبكي ليهم فشوف تيڤي على البراكة اللي عايش فيها.حتى بالنسبة للفنان الطموح والذي يريد خلق مقاولة فنية او شيئا من هذا القبيل، يجد عراقيل مادية وادارية تخليك تفضل تبيع السفنج”.
وختم فيصل تدوينته بأن عبر عن احترامه لعاملي الجنس، وتمنى أن أن يتم تقنين مجالهم قائلا: ” تحدثي عن هذا لا يعني أنني أعاني من مشاكل مادية، بالعكس ضربت حساباتي على بكري وكلشي بخير، و لحسن الحظ أو لسوء الحظ ما بقيتش معول فقط على الفن، وليس في هذا المنشور أي تحقير لعاملي الجنس، انا احترمهم واتمنى لو كان عملهم مقنن أيضا حتى تقل الافة المرضية والجرائم المرتبطة بالدعارة”.وتعرض فيصل بسبب هذه التدوينة لموجة من الانتقادات، إذ لم يستسغ متابعوه مسألة أن يقارن الفن بالدعارة، أو أن يطالب بتقنين هذا المجال، وكأنه يشجع على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.
1
2
3