الأمية واختلاف المستوى التعليمي وتأثيره على دور المرأة داخل منظومة الأسرة.
1
2
3
كثيرا مانسمع عن علاقات زواج كان طرفيها مختلفين تماما في المستوى التعليمي والثقافي، فهناك بعض الرجال من يفضل الزواج من المرأة ذات المستوى التعليمي المحدود وهناك من هو عكس ذلك، يرى ان الزوجة المتعلمة أكثر نفعا على الأسرة،كل حسب تفكيره ومنطقه،المهم في الأمر إن هذا الاختلاف بين الزوجين له تأثير واضح في علاقة الزوج بالزوجة حتى وان كان هذا الزوج في قمة اللطف فلن يتمكن من إخفاء تلك الفرو قات الثقافية،إلا أن الزواج الناجح ليس مرده بالدرجة الأولى إلى المستوى التعليمي المرتفع أو الشهادات العالية فكم من ام عصامية ربت جيلا راقيا واعتمدت على حدسها وروح التضحية لديها لكي تنشأ رجالا ونساءا قد أصبحوا من مفاخر الأمة، فدور الأم داخل الأسرة لا يعتمد بالدرجة الأولى على تعليم الأطفال وتلقينهم الأبجديات الأولى في اللغة او شيئا من هذا القبيل،وإلا بماذا نفسر نجاح العديد من العباقرة حول العالم ووصولهم إلى القمة،إذن هناك مبدأ أكثر أهمية واكبر وزنا من التعليم ،وهو التربية الأخلاقية والسلوكية السليمة ،فإشباع الطفل بمبادئ سليمة يمكنه من رسم طريقه بشكل صحيح،فاستمرار الأمة رهين بالحفاظ على الأخلاق والقيم لا بالشهادات العليا والمناصب التي لا تقهر،قد نجد أسرة يسيرها أب متعلم ذو منصب كبير منهمك .في أشغاله يترك مهمته للزوجة التي هي بدورها منشغلة وقد تترك المهمة هي الأخرى للخادمة والنتيجة أبناء مهمشين نفسيا وسلوكيا.
في المقابل نجد الزوجة غير المتعلمة تعمل جاهدا على تعويض هذا النقص بشتى الطرق وتجدها حاضرة تقدم الدعم النفسي والمعنوي لأبنائها،إذن الأمر يتوقف على مدى قبول الزوج للزوجة الأمية و هل بإمكانه تحمل تبعات هذا الاختيار،فعندما نجد بعض الأزواج يتقبلون ببساطة هذا الاختلاف نرى البعض الأخر يقابل الوضع بعدم الرضى وربما توجيه اهانة للزوجة من حين لأخر خصوصا إذا كان الزوج يميل الى حب النقاش وتبادل الآراء في قضايا علمية ومستجدات العصر،قد يحس ببعض الرتابة وعدم المكن من إثراء الحوار،في كل الأحوال يجب على كل من الزوجين التفكير مليا قبل الارتباط في ظروف مماثلة،لكي لا يقع الزوج في شباك الغرور و التكبر ولكي لا تحس المرأة بدنو قدرها ومكانتها،لان العلاقة الزوجية قبل أن تبنى على الثقافة والوعي بنيت على المودة .والرحمة والاحترام إن غابت هذه الأسس فلا مكان للحب في قاموس الزوجية.