كيف تعرفين أن كنت متشددة مع أبنائك بشكل يسيء لهم؟

كيف تعرفين أن كنت متشددة مع أبنائك بشكل يسيء لهم؟

1

2

3

 
 أبنائك:

لجأ الآباء إلى خيارات متشددة أحياناً بخصوص رغبات أبنائهم، دون أن يقدروا إلى أي حد يكون هذا التشدد في صالحهم أو يسيء إلى حياتهم وشخصيات الأبناء وعلاقتهم بالعائلة.

قد لا تظهر آثار هذا التشدد مباشرة في المنزل، لكنها ستظهر في المدرسة ومع الأصدقاء، وكذلك من غير المستبعد أن تنقلب إلى عنف مع الإخوة والأخوات، أو في حالات أخرى تنتج شخصية مهزوزة وضعيفة وغير واثقة من نفسها وتجربتها في العالم ساذجة مقارنة بالآخرين، أو قد تجعل من ابنك أو ابنتك شخصاً عاجزاً عن اتخاذ القرارات الصائبة وحده.

والأخطر هو أنا تؤثر على حب التواجد في العائلة والانتماء إليها وتقلل من شعور الابن بأنه في مكان بين أحبائه حيث يجد سعادته فيها، إلى شعوره بأنه شخص مضطهد بين أناس يريدون التحكم في أبسط رغباتة.

ولكن كيف نعرف إن كنا متزمتين زيادة عن اللزوم، أم أننا نمارس ما يفعله كل الآباء وبشكل عادي ومعتدل.
هذه مجموعة من الأفكار التي قد تساعدك في قياس مدى صحة تشددك:

1- التدخل بشكل مستمر في ملابس أبنائنا.
إنهم ينتمون لزمان غير زمانك، لا يمكنك أن تطالبيهم بأن يرتدوا مثلما كنت ترتدين أنت أو والدهم في مثل عمره. الموضة الآن تشكل جزءا أساسيا من شخصية الفرد في المجتمع، ومن خلالها يعبر المراهق عن هويته التي ما زالت في قيد التشكل، التدخل في ملابس الأبناء والبنات ينبغي أن يكون في حدود المعقول. وأنت إن رسخت قيماً وفهماً لمعنى الأزياء في مرحلة مبكرة من حياتهم، لن تجدي الكثير من المتاعب في مراهقتهم. ابدئي من الطفولة في نسج قيم الأناقة والجمال والتناسق.

2-  لديك ميل دائماً لرفض طلبات الابن أو الابنة
أنت تعرفين نفسك، وكذلك الأب، إذا كان لديكما ميل دفين دائماً إلى رفض طلبات الابن، لأسباب داخلية مختلفة فعليك أن تتوقفي وتراجعي نفسك. أنت ترفضين مثلا لأن لديك حب السيطرة والتحكم في الآخرين. أو أنك لا تريدين أن تجعلي طفلك مدللا ولا يرفض له طلب فترفضين كل طلباته لأنك تعتقدين أنها التربية السليمة، أو ترفضين لأنه طلب منك الطلب في لحظة كان مزاجك فيها متعكراً. اسألي نفسك هذه الأسئلة بصراحة ثم أجيبي عليها بصدق، هل لديك سبب وجيه لفرض طلب ابنك؟

3-  تقولين له أو لها دائماً “أنا أدرى بمصلحتك”
نعرف أن خبرتك في الحياة أنضج وأوسع من ابنائك، ولكن فكرة المصلحة التي تعرفينها أكثر من صاحبها لن تنفعه ولن تقنعه. الأساس هو أن الإنسان يريد شيئاً ولكي يقتنع ان ما يريده ليس في صالحه عليك أن تشرحي وتفسري له السبب في ذلك. الأصل أن تكون العلاقة مع الأبناء علاقة إقناع وليس إجبار، إلا في حالات شديدة التطرف حين يكون الابن مؤذيا لنفسه.

4-  هل تعتقد أن ننعثر على المال في الطريق أن أنه ينبت على الأشجار؟
إذا كنت تستخدمين هذه العبارة أنت أو والده كثيراً، فأرجو أن تراجعا نفسيكما وتتوقفان عن استخدامها. نفهم أنك لا تريدين طفلاً افسده الدلال وتريدين ابنا يعرف قيمة المال، وكيف يتعب الإنسان ليحصل على الأشياء، لكنك أيضاً لا تريدين ابناً محروماً ولا شك. قيم المال والادخار تعلمينها له من خلال إعطائه النقود ليتعلم كيف ينفقها وأين ومتى يدخر. وليس لتحاضري له كل مرة يطلب شيئاً. إن طلب الابن او الابنة ما هو فوق طاقتك المادية، اقترحي عليه أن تدخرا معاً لاقتنائها، أو اشرحي له كيف أننا كلنا نريد أشياء ثمينة، قد لا نستطيع امتلاكها بسرعة ولا بسهولة وقد لا نمتلكها إطلاقاً. لكن لا تجعلي طلب أي شيء منك هماً من هموم ابنك أو ابنتك لأنه يتوقع ما سيسمع منك.

5-  من غير المسموح البقاء خارج البيت بعد الساعة 8
هذا الأمر ضروري، وضع ضوابط العودة إلى البيت أمر ضروري للمراهقين والمراهقات. لكن عليك أيضاً رفع السقف ساعة أو ساعتين في حالات خاصة، كأن تكون ابنتك مع صديقاتها في المول مثلاً، ولكنها خائفة من التأخر وكل دقيقة تنظر إلى الساعة وهي ليست مستمتعة لأنها خائفة من رد فعلك إن تأخرت، لا تكوني متزمتة دائماً، ولا تجعلي العودة إلى البيت بالنسبة إليها أمرا مخيفا وعقابا متوقعا، ساعة تأخير في الشهر مرة لا تؤثر ولن تجعل منها متمردة ولا غير منضبطة، ولكن يفيد أن تسأليها بحب عن سبب التأخير وتطمئني عليها.

6-  لا تستطيع المبيت عن صديقك، ليأت هو يبيت عندك
وهذا الكلام ينطبق كثيرا على البنات أكثر من الأولاد، ولكن لماذا تفترضين أن الأهل الآخرين سيتركون ابنتهم تبيبت عندك؟ لماذا يؤمّنون على ابنتهم عندك وأنت لا تبادلينهم الشعور نفسه؟ الأساس أن تتعرفي على ذوي صديقة ابنتك التي تريد المبيت عندها، وأن توصليها بنفسك وأن تسمحي لها بذلك بين فترة وأخرى.

7-  أمسكت به يدخن والآن التفنن في العقاب
أجل أن تدخين ابنك المراهق أمر خطير، لكن عليك أن تعرفي لا يوجد مراهق أو مراهقة ليس لديه هذا الفضول في الإمساك بسيجارة بين يديه وتجربتها. العقاب ضروري، ولكن بمنطق دون تعنيف وحرمانات مبالغ فيها.

8-  ممنوع الذهاب إلى الحفلات
لنعترف إن الزمن تغير ، والمراهقين والمراهقات لهم حياة خاصة وطرق تعبير مختلفة ولديهم أجواءهم واحتفالاتهم، تريد ابنتك ارتداء زي الهالوين، دعيها لماذا تعترضين؟ إنه مجرد تسلية مرة واحدة في العام لن تقدم ولن تؤخر. يريد ابنك حضور حفلة لفنانه المفضل، لماذا تقفين في وجهه؟ لأن موسيقى هذا الفنان لا تعجبك؟ ومن قال إن الموسيقى التي تحبينها تعجب ابنك؟

9- الإجبار على الدراسة لساعات والعقاب عند أي تقصير
إجبار الابناء على الدراسة لساعات أطول من المنطقية لن يجعل منهم متفوقين، ولن تزيد نسبة استيعابهم ولن تعرفي أبدا إن كان يدرس فعلا ويستوعب أم أنه ينصاع لرغبتك ويضع كتابه أمامه دون أن يستمتع أو يستفيد. كما أن العقاب الشديد في حال التقصير في امتحان أو خسارة بضعة علامات لا ينبغي أن يكون قاعدة، بل استثناء. أجل المحاسبة ضرورية لكن العقاب الشديد عواقبه وخيمة.

10-  ممنوع اللعب الدراسة أولاً
لماذا تعقدين الأمور عليكما، دعيه يلعب أولا ثم يدرس. ما الفرق إن شبع من اللعب، ثم عاد وأخذ حماما ساخنا وبدأ يدرس وهو مستمتع بدلا من أن يدرس وهو مجبر وعقله في اللعب مع رفاقه أو في لعبته.

أبنائك