حلول ناجحة وعملية للتعامل مع الطفل العنيد

يختلف الأطفال في شخصياتهم وأطباعهم، ولكل طفل أسلوبه الخاص في التعبير عن أمرٍ ما، أو في ردود أفعاله على تصرفٍ ما، لذا يتوجب على الأهل منح الطفل الاهتمام الكافي للتعرّف على شخصية طفلهم والتعامل معه بالطريقة التي تتناسب مع طبعه. تتطلّب التربية السليمة والصحيحة مجهوداً كبيراً من الأهل، فيمكن لتصرفٍ خاطئ منهم ولو كان بسيطاً أن يوثر على نفسية الطفل، ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تتفاقم وتصاحبه مدى الحياة. سنتناول اليوم موضوع التعامل مع الطفل العصبي والعنيد وسنجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع.إليكم قائمة تضم الأسباب التي قد تفاقم مشكلة العناد لدى الأطفال:
مقابلة العناد بالعناد: العامل الرئيسي لاستمرار عناد الأطفال هو المعاملة بالمثل، أي مقابلة عناد الطفل بعنادٍ من قبل الأهل، وعدم تقبل الأهل لفكرة التنازل والوصول لمستوى الطفل في الحوار، أو التفاوض للوصول إلى حل. نعم يحتاج الطفل كل هذا لاهتمام والوقت والمجهود لينشأ بطريقة صحيحة، ولتتكون لديه شخصية سليمة خالية من الاضطرابات النفسية.
المشاكل الأسرية: تعتبر المشاكل الأسرية العامل الأكبر الذي يسبّب الاضطرابات النفسية لدى الطفل، وفي مرحلة العناد، تزيد هذه المشاكل من رغبة الطفل في كسب الاهتمام من خلال رفض الانصياع لما يُطلب منه، أو قد يصل الأمر الى إعطاء ردود أفعال مبالغة، مثل الصراخ والبكاء.
الدلال الزائد: يعمل الدلال المفرط على إفساد سلوكيات الطفل، وله دور كبير في عناد الطفل، فهو مدرك بأنه في النهاية سيحصل على مبتغاه.
مقارنة الطفل بالآخرين: يجب على الأهل إدراك مدى الاضطرابات النفسية التي تصيب الطفل عند مقارنته بالآخرين، إذ لا يعمل هذا السلوك بأي شكل من الأشكال على تحفيزه، بل دائماً ما يتسبّب بتدمير ثقته بنفسه. أما عندما يتعلق الأمر بالعناد والعصبية، فبمجرد أن تقارنه بأحد إخوته أو أصدقائه، فلن يعطي الطفل إلا ردود أفعال عكسية، مثل العناد والإقدام على عمل عكس ما يُطلب منه، أو أن يبدي سلوكيات عصبية وعدائية.
التركيز على عناد الطفل: تركيز الوالدين على موضوع عناد الطفل وطرحه في المجالس أمام الأهل والأقارب بوجود الطفل وكثرة تكراره سيجعل الفكرة راسخة في ذهن الطفل، بل وستصاحبه حتى عمر أكبر.
التربية المتناقضة : يتصف الطفل العنيد والعصبي بالذكاء، لذا في حال لم يتفق الأهل على طريقة تربية معينة أو صلاحية اتخاذ القرارات، فسيستغل الطفل بذكائه هذا الأمر. مثلاً، عند سؤال الطفل لوالديه عن إمكانية الحصول على أمرٍ ما، وكان كل من الوالدين يلقي بمسؤولية اتخاذ القرار على الآخر، سيستغل الطفل هذا الأمر ويظل مصراً على طلبه حتى يحصل عليه.
وهنا جمعنا لكم طرق مختلفة لتخطّي مرحلة العناد عند الأطفال والتي من شأنها تعديل سلوك الطفل العنيد:
أسلوب الكلام أو الطلب: على الأهل فرض الأوامر على الطفل بأسلوب ذكي وملتف، وتخييره بين أمرين ليُجبر على اختيار أحدهما، بحيث يبدو للطفل وكأنه المتحكّم باتخاذ القرار، وهو ما يسعى إليه دائماً. على سبيل المثال، عند مشاهدة الطفل للتلفاز، لا تأمره بأن يغلق التلفاز ويتوجه لدروسه، بل قل له: “هل ستغلق التلفاز الآن لتدرس، أم أنك ستنتظر لمدة 5 دقائق؟” كما أن هذا الأسلوب سيدرّب طفلك على الانصياع لأوامرك بطواعية، فهو أيضاً يهيئ الطفل ليصبح شخصاً قادراً على اتخاذ القرارات وصنعها.
تحويل الأوامر إلى تحديات مرحة: لنأخذ ترتيب الغرفة مثالاً، فبدلاً من أمر الطفل بترتيب الغرفة وتهديده بالعقاب، يمكن تحويل هذا الواجب إلى نشاط مرح من خلال تحدي الطفل على القيام بالترتيب خلال 5 دقائق، والسر في تشجيع الطفل في كل مرة لتكرار هذا النشاط هو رد فعل الأهل عند الانتهاء، إذ يجب إشعار الطفل بأهمية ما قام به.
المديح: لهذه الميزة أثر كبير على نفسية الطفل، ولها تبعات إيجابية على تقوية شخصيته وثقته بنفسه، فبدلاً من اتباع أسلوب الأمر للمساعدة، يمكن اللجوء لطريقة أسهل وأنجح تجعله يهب للمساعدة فوراً، فمثلاً إذا أردت منه ترتيب غرفة الجلوس، وجّه له الكلام بالأسلوب التالي: “لا أحد يجيد ترتيب المكان مثلك” أو “أنت جيد جيداً في هذا لأمر” أو “أنت تقوم بهذا العمل أفضل مني، علّمني ذلك”.
الامتناع عن الذم والتهديد: إياكم واتباع أسلوب التهديد مع الأطفال، ولا تلجئوا للعقاب فوراً، فجميع الدراسات تثبت فعالية اتباع التربية الحديثة على تقويم تصرفات الطفل، والتي تخلو من العقاب والتهديد، بل تحثّ على الحوار مع الطفل ومصادقته.
هذا ويعتبر ذمّ الطفل أمام أصدقائه أو الأقارب من أكثر الأساليب التي تعمل على تدمير نفسية الطفل، وسيترتب عليها ردود أفعال عكسية وأولها العناد. يُفضّل أيضاً عدم رفض طلبات الطفل أمام الآخرين، بل عليك أخذ الطفل بعيداً عن الأنظار والحديث معه بكل هدوء.

1

2

3

التعامل مع الطفل العنيد