سناء عكرود شموخ امرأة كافحت ونقشت اسمها في سماء الفن الراقي
1
2
3
سناء عكرود هي تلك الفنانة المغربية المميزة عن الكثيرات في الساحة الفنية، مميزة لعدة أسباب، مختلفة والاختلاف يكمن فيها في عدة نقط لا توجد في غيرها، هي ابنة مدينة تارودانت العريقة والجميلة الواقعة جنوب المغرب، من أسرة مغربية محافظة، تتمسك بالعادات والتقاليد المغربية بشكل كبير.
رغم تلك القيود التي يفرضها المجتمع المغربي في العديد من العائلات والأسر المغربية، إلا أن هذا لم يقف حاجزا أمام رغبة سناء عكرود في ترك مدينة تارودانت والتوجه صوب مدينة الرباط لتلتحق بمعهد المسرح، عشقها الأول والكبير، رغم رفض أسرتها لهذا الموضوع خوفا عليها من الانتقال إلى مدينة أخرى مختلفة تماما عن مدينة تارودانت إضافة إلى عدم تقبلهم فكرة العمل كممثلة.
لا سيما في ظل الاعتقادات التي كانت سائدة لدى جل الأسر المغربية، التي تتمحور حول وضعية الفن والفنان بالمغرب، وأنها ليست مهنة يمكن الاعتماد عليها لعيش حياة أفضل، وبناء مستقبل ناجح، من خلال مجلة لالة مولاتي سنقدم لكم نبذة عن الفنانة سناء عكرود الرائعة.
التحدي والرغبة القوية حافز كبير لتجاوز العراقيل:
لم يكن مانعا لسناء عكرود أن تواجه تلك العراقيل، ولم تسمح لها أن تقف حجر عثرة أمام رغبتها القوية في أن تدخل هذا المجال وتكافح فيه لتحقق ما تطمح إليه، فقد أصرت على السفر وتوجهت نحو مدينة الرباط، ودخلت معهد المسرح كما كانت تخطط وتطمح، ولم تسمح لأي شيء مهما أن يقف في طريقها نحو النجاح وتحقيق رغبتها في أن تصبح ممثلة ناجحة، وهذا إن دل عن شيء فإنما يدل على الرغبة القوية، و أن لا شيء مستحيل في الحياة رغم الصعوبات والمطبات.
إلا أن الوصول إلى ما يريده الإنسان وما يطمح إليه برغبة وإرادة قوية سيتحقق مع الكفاح والجد والعمل المتواصل، ويستحق العناء، وهذا ما اعتمدته سناء في حياتها ، فهي لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، وبداية مشوارها الفني الكبير، انطلق بخطوة صغيرة وهي مشاركتها في فيلم ” الدويبة ” حيث كانت ما تزال في فترة التكوين والدراسة ، والذي حقق نسبة كبيرة من المشاهدة والنجاح والإقبال من طرف المغاربة، و ما يزال يحقق مشاهدات كبيرة حتى الآن .
“الدويبة” من أدوار سناء عكرود الأولى الناجحة والمتميزة:
تعتبر شخصية ” الدويبة ” التي قدمتها الفنانة سناء عكرود خلال هذا الفيلم المميز من بين الشخصيات البارزة في مشوارها الفني، حيث قامت خلاله بتقديم شخصية من التراث المغربي الشعبي، وهي شخصية المرأة الماكرة والذكية التي تتصف بصفات لا تخطر على البال، ومجموعة من الحيل التي تمارسها باستعمالها ذكائها حتى تتملص من عدة أفعال تقوم بها، رغم أنها أفعال تعتمد فيها على المنفعة الشخصية ومنفعة الغير، وهو الدور المميز الذي تمكنت سناء عكرود من إتقانه جيدا ولعبته بشكل جيد مكنها من الحصول على جائزة أفضل ممثلة في المغرب عن تلك الشخصية.
حصدها للجوائز بشكل متتالي دليل على إبداعها وتألقها:
بعد مرور سنة عن الدور المميز الذي لعبته سناء عكرود ” الدويبة ” تحصد من جديد جائزة أفضل ممثلة بالمغرب عن دورها الرائع في مسرحية ” حدائق لوركا” لتحصد نفس الجائزة للمرأة الثالثة على التوالي عن دورها في المسلسل المغربي الشيق والمتميز ” رمانة وبرطال” وهو المسلسل الذي حقق نجاحا كبيرا جدا، ونسبة مشاهدة عالية من قبل المغاربة.
وهو الإقبال الذي ما يزال يشهده المسلسل كلما تمت إعادته على التلفزيون، نظرا لشعبيته وحكايته القريبة من قلوب المغاربة وأيضا لجمالية وروعة الدور الذي أبدعت فيه الفنانة سناء عكرود، وإتقانها للعلب بشكل رائع أمام الكاميرا فهي تجعل المشاهد يشعر أن المشهد حقيقي تماما، ولا تجعله يحس ولو لوهلة واحدة أن العمل مجرد تمثيل.
سناء عكرود فنانة متميزة ومختلفة وفريدة من نوعها :
عندما قلنا أن الفنانة سناء عكرود فريدة من نوعها ومختلفة عن غيرها، لم تكن مبالغة منا، بل هو أمر واقع وحقيقي، فهي من الممثلات الرائعات التي استطاعت أن تشق طريقها صوب النجاح بخطوات ثابتة مبنية على أسس متينة، وليست من فراغ أسس أغنتها بالدراسة والتكوين والتجربة وفي ظرف وجيز بعد مغادرتها لمدينتها الأصلية بفترة قصيرة، فقد استطاعت أن تحتل المراتب المتقدمة في الأعمال الفنية، ليصبح اسمها لصيق بكل عمل ناجح سواء كان كوميديا أو دراميا أو اجتماعيا.
أصبحت سناء مطلب كل مخرج يرغب في تحقيق النجاح لعمله الفني، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققته من الأعمال التي قامت بتقديمها وعملت فيها مع المخرجة المغربية فاطمة علي بوبكدي، إذ أصبح اسم الفنانة سناء عكرود مشهورا جدا على المستوى الوطني وبالتالي انفتحت لها عدة أبواب للمشاركة في مجموعة من الأعمال الفنية الأخرى المتنوعة والمميزة التي بصمت فيها سناء عكرود اسمها ونقشته بحبر من ذهب، حيث برزت بقوة كبيرة ولا يمكن أن تشارك سناء في عمل فني إلا ويلقى النجاح الكبير.
البساطة في الأداء والعفوية من مميزات النجاح :
بساطة وعفوية سناء عكرود في أدائها لمختلف الأدوار التي قامت بها، جعلتها قريبة جدا من الجمهور المغربي، لا سيما الأسر التي تعشق مشاهدة أعمالها التي تحسها قريبة من القلب بدون تصنع أو تكبر، فأداء سناء عكرود تحسه طبيعيا جدا، من قلب الواقع رغم وجود الكاميرا، وهذا ليس وليد اللحظة، بل هو من المميزات والخصائص التي تمتاز بها سناء عكرود عن غيرها من الفنانات الأخريات، وهو ما فتح مجموعة من الأبواب الفنية أمامها لتشارك في عدة أعمال رائعة تنوعت بين الكوميدية والدراما وحتى المسرحيات الهادفة، فقد حققت سناء نجاحا مبهرا من خلالها ومن خلال عدد من أعمالها الرائعة.
العمل والجد مكنها من الحصول على أدوار البطولة :
المثابرة في العمل والجد المتواصل مكن سناء من الحصول على عدة أدوار بطولية نذكر منها دور البطولة في فيلم ” صمت الريح ” الذي أخرجه سعيد آزار ، ومشاركتها المتميزة في فيلم ” للأزواج فقط” ، فضلا عن أدوارها السينمائية المميزة التي تألقت فيها بشكل كبير منها دور البطولة في فيلم ” المحطة الأخيرة للملائكة ” وفيلم ” غروب الشمس ” للمخرج الجيلالي فرحاتي.
إضافة إلى دورها البارز في الفيلم السينمائي المصري ” احكي يا شهرزاد “حيث تميزت في هذا الفيلم بشكل رائع من خلال دور برزت من خلاله بشكل مختلف، وهو الدور الذي قادها إلى تعلم اللهجة المصرية خلال شهر واحد فقط، وتمكنت من الكلام بطلاقة، لدرجة لن تستطيع التفريق بينها وبين المصريات، كما أنها برزت بقوة في مجموعة من الأعمال الكثيرة والمتعددة التي لا تعد ولا تحصى والتي أبدعت وأعطت فيها بقوة لتكون مميزة.
الزواج والأمومة تجربتين مهمتين في حياتها:
سناء عكرود الفنانة الممثلة التي بصمت اسمها في الساحة الفنية المغربية والعربية، تعد من أروع الفنانات المغربيات اللواتي شققن طريقهن بثبات نجو النجومية، دخلت عالم الشهرة من بابها الواسع بأعمالها الرائعة، ثم دخلت عالم الزوجية بعد أن التقت الفنان المغربي محمد مروازي الذي تزوجته بعد قصة حب جمعتهما معا، ولتكون ثمرة هذا الحب بينهما ولادة أطفال رائعين حيث تخوض فيها سناء تجربة جديدة في عالم الزواج والأمومة .
لكن هذه المرة ليس بين الدار البيضاء والرباط وعدة مدن مغربية، بل خارج الوطن حيث استقرت الفنانة سناء عكرود بالديار الكندية، وهي ما تزال مستقرة هناك حتى الآن، تعيش رفقة زوجها وأطفالها الذين تحتضنهم بقوة،فعندما تراها تلاعبهم تجدها طفلة معهم، وكأنها تتجرد من عالمها لتدخل عالم الصغار وتعود إلى مرحلة الطفولة واللعب واللهو وتعيش تلك اللحظات ليس تمثيلا ، بل تحسها انتقلت إلى عالم آخر، لا يوجد فيه سواها وأطفالها المميزين.
الطيبة والأخلاق والثقافة والتواضع من صفاتها الرائعة:
كلما سألت شخصا عرف سناء عكرود عن قرب لا يمكن أن تسمع منه إلا أنها إنسانة رائعة خلوقة مجتهدة وعفوية وطيبة القلب، وتلقب بسيدة التواضع والبساطة الحقيقية، وهذا أمر ملموس انطلاقا من تعاملها مع الناس ،قبل أن تسمع رأيه في أعمالها وأدائها الذي لا يختلف عليه اثنان على أنه متميز ومختلف وفريد من نوعه، فسناء تم وصفها بسيدة الأقنعة في عملها، فلا أحد يستطيع تقمص الشخصيات كما تتقمصها.
ففي كل عمل تراها فيه إلا وتكتشف جانبا من جوانب مواهبها الخفية التي لا تنتهي، إذ أنها فنانة رغم صغر سناها يمكن تصنيفها في مستوى الفنانين الكبار الذين أبدعوا في الفن لسنوات تصل إلى 60 عاما من التجربة، والتي اختزلتها سناء في فترة قصيرة خلال تواجدها في الساحة، حيث أبدعت وبذلت مجهودا لا يمكن وصفة لتكون بصمتها بارزة في الساحة وبين المخضرمين والكبار.
منبع المواهب من سناء عكرود لا يجف ولا ينقص:
سناء عكرود لم تكتفي بالعمل كممثلة في مجموعة من الأدوار الناجحة، بل برزت موهبتها الرائعة والمميزة في الإخراج الذي أبدعت فيه بشكل لا يوصف، إضافة إلى بروزها في كتابة السيناريو ، حيث أعطت الكثير أيضا في هذا المجال وأتقنته بشكل رائع جدا، تكاد لا تجد في السيناريوهات التي تكتبها وتتفنن فيها أي هفوات، وهذا راجع ربما لخبرتها الكبيرة في هذا المجال ورغبتها القوية في تقديم شيء مدروس ومميز وخالد وخال من تلك الغلطات التي تعودنا على سماعها أثناء الحوارات والأحاديث والنقاشات في مجموعة من الأعمال.
فعندما تكون سناء كاتبة لسيناريو الفيلم تجد البساطة والعفوية تحيطه من كل الجوانب، ولا يمكن إلا أن يصل مسمعك وقلبك ويدخل دون استئذان، فقد استطاعت أن تشق طريقها برقي وروعة لا مثيل لهما في مجال الفن من كل جوانبه، وهذا ما جعلها الفنانة المتميزة والفريدة من نوعها في نظر الكثيرين.
المطالعة حب وشغف لا تستغني عنه في حياتها اليومية:
سناء عكرود متميزة جدا بمجموعة من الخصال والخصائص التي قلما تجدها متواجدة في شخص واحد، ففضلا على نجاحها في عدة أعمال مغربية التي لاقت الإقبال الكبير من قبل المشاهد المغربي ، والتي ما تزال حتى هذه اللحظة تعرض وتلقى نفس الإقبال، فهي برزت في مجال المطالعة أيضا، فهي من محبات المطالعة وقراءة الكتب الفريدة من نوعها، تطالع كثيرا وفي مجالات مختلفة ومميزة، وقد مكنها ذلك من الانفتاح على مجموعة من الثقافات وإدراك مجموعة من الأمور التي ما تزال مجهولة بالنسبة للكثيرين، كما أنها تمتاز بخاصية رائعة جدا، أنها متواضعة بشكل كبير، ومن بين الفنانات الراقيات.
احترامها وتعاملها المميز مع متابعيها يزيد من شعبيتها:
سناء عكرود تكن محبة خاصة لمتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، تقرأ تعليقاتهم وتشاركهم مختلف الأشياء، ترد على تساؤلاتهم وتقدم لهم النصائح في مجموعة من الأمور، فهي متفاعلة جدا وتحترم جمهورها أينما كان، والأهم أكثر أن سناء عكرود ما تزال تلك الفتاة المميزة التي تركت تارودانت لتستقر بعيدا عن أسرتها لتشق طريقها نحو النجاح وفي شيء تحبه وترغب فيه بقوة، تجدها رغم عيشتها بالديار الكندية ما تزال تلك المرأة المغربية العاشقة والولهانة بكل ما هو مغربي أصيل، من نقش الحناء والقفطان المغربي والعادات والتقاليد الرائعة فضلا عن تمسكها بلغتها الأم التي لا يمكن أن تجدها تتكلم غيرها سواء في منشوراتها أو خرجاتها الإعلامية أو حتى في تعاملاتها مع الناس.
عندما تبحث عن سناء عكرود هذا ما ستجده:
إنها سناء عكرود الممثلة والمخرجة والسيناريست والزوجة والأم والأخت لأروع شقيقة لها وهي الإعلامية شهرزاد عكرود، والصديقة والمرأة المغربية التي تجمع مجموعة من الصفات التي قلما تجدها متوفرة في امرأة واحدة ” سناء عكرود المرأة الشامخة في سماء الفن الراقي والأخلاق العالية والكلمة المدوية والنقاش الهادف المليء بكلام لا ترغب في انتهائه كلما بدأ إنها الأنثى التي يمكن وصفها بالإنسانية وبجمالية التواضع .”