الطفل العصبي
1
2
3
لماذا يعاني بعض الأطفال من العصبية؟
إن الأسرة تؤثر في شخصية الطفل تأثيرا كبيرا فنوع العلاقات السائدة في الأسرة بين الأبوين وبينهما وبين الأطفال يحدد إلى مدى كبير أنواع شخصيات الأطفال. حيث أن الطفل يتفاعل مع مجتمع الأسرة أكثر من تفاعله مع أي مجتمع آخر خصوصا في السنوات الأولى ولا ينفصل في مشاعره عن الأسرة والطفل يكون فكرته عن نفسه أي عن “ذاته” في بادئ الأمر من علاقاته بالأسرة فقد يرى نفسه محبوبا ومرغوبا فيه أو منبوذا كفء أو غير كفء ومن ثم ينشأ راضيا عن نفسه أو نافرا منها أو ساخطا عليها وغير واثق فيها فتسود حياته النفسية والصراعات التي تتميز بمشاعر الضيق والعصبية وبمشاعر الذنب والقلق والنقص والرثاء للذات والاكتئاب والضجر ويرى بعض العلماء أن أهم أسباب عصبية الأطفال وقلقهم النفسي ترجع إلى الشعور بالعجز والشعور بالعداوة والشعور بالعزلة كنتيجة لحرمانهم من الدفء العاطفي في الأسرة وعدم إشباع الحاجة إلى الشعور بالحب والقبول وإلى سيطرة الآباء التسلطية وعدم إشعار الطفل بالتقدير ومن أمثلة ذلك قسوة الآباء وتفرقتهم بين الإخوة وبين الولد والبنت كما ترجع عصبية الأطفال إلى تعقيدات البيئة وتناقضاتها بما فيها من غش وخداع كعدم وفاء الآباء بوعودهم للأطفال وحرمانهم من الحاجات الضرورية.
أعراض عصبية الأطفال:
ولعل أهم أعراض عصبية الأطفال هي انعدام الاستقرار والحركات العصبية وأحلام اليقظة وسهولة الاستشارة والبكاء والثورة والغضب لا قل سبب والتشنجات العصبية الهسترية غير التصدعية وعض إخوته أو يتشاجر معهم أو ضربهم.
هل كل حالات عصبية الأطفال أسبابها نفسية فقط ؟
إن بعض العوامل والأمراض الجسيمة قد تسبب عدم استقرار الطفل وعصبيته ومن هذه العوامل اضطرابات الغدد كاضطرابات الغدة الدرقية وازدياد إفرازها عن الحد الطبيعي وسوء الهضم والزوائد الأنفية واللوز والإصابة بالديدان ومرض الصراع .
ولذلك قبل أن نقرر أن أسباب عصبية الطفل أسباب نفسية يجب التأكد أولا من خلوه من الأمراض العضوية التي تؤثر على نفسيته أو صحته العامة فإن وجد سليما من الناحية الجسمية تكون أسباب عصبيته في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتحتم علاجها وأحيانا تكون الأسباب مزدوجة أي أسباب صحية وجسمية وأسبابا نفسية في نفس الوقت جذورها في شخصية الأب والأم ومن يتعامل منهم مع الطفل.
وتدل الدراسات العلمية لحالات عصبية الأطفال على أن الجو المحيط بالمنزل يتميز عادة بالتوتر والعصبية والقلق والتسلط على سلوك الأطفال وأن أحد الوالدين أو كليهما يعاني لدرجة كبيرة من العصبية والتوتر ولا غرابة في ذلك فالطفل يلاحظ سلوك من حوله وينقل تصرفاتهم وكنتيجة لذلك فهو يتعلم أساليب جديدة، حيث أن كثير من مخاوف وعصبيات الأطفال يتعلمونها بالتقليد. كما أن الأم التسلطية تصبح مصدرا ثابتا لمضايقة الطفل فيقاومها في كل شيء وقد تظهر سمات المقاومة على بعض الأطفال في سن الثانية بعكس الأم المرنة المحبة التي يحبها الطفل فإنه يخضع لها ولرغباتها ويطبق أمورها بسرور. ومعنى هذا أن الانفعال والاستعدادات الانفعالية والاتجاهات السلوكية والعادات سواء كانت سوية أو مرضية تتكون وتتمركز حول الوالدين كمصدر للسلطة. فإن التربية الحديثة تنادي بتربية الآباء قبل تربية الأبناء