مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أثار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي، جدلاً واسعاً بعد دعوته إلى نشر ثقافة الأضحية بالطيور، بدلا من نشر ثقافة الاستدانة وغلاء الأسعار بالتقسيط -حسب زعمه-
وقال سعد الدين الهلالي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الاثنين، إنه يتفهم اقتراض الشخص لأداء فريضة الحج للمرة الأولى في حياته، مشيرا إلى أن حكم الأضحية مختلف فيه.
وأضاف “الهلالي” صاحب التصريحات المثيرة للجدل دائما، إنه يجوز التضحية بالطيور بدلا من الأغنام أو البقر، موضحا أن هذا قول داود بن علي الظاهري، وابن حزم الظاهري، عن وبلال بن أبي رباح واستندوا بالأدلة في القرآن والسنة.
ولفت إلى أن الأضحية مختلف فيها فجمهور من الفقهاء يقول إنها سنة والمذهب الحنفي يقول إنها واجبة وليست فريضة أي أقل من الفريضة.
وأكمل:”لو الغرض صدقة فمن عدم الرشد الاستدانة لعمل صدقة، عملًا بقول النبي في البخاري وأخرجه أحمد: (لا صدقة إلا عن ظهر غني)”، خاصة أن ثمن التقسيط أعلى من الكاش، ومن ينتفع بالفرق التاجر وليس الفقير، كما أن التقسيط له مخاطر الملاحقة، يقول سعد الدين الهلالي.
ودعا الداعية المصري المثير للجدل إلى نشر ثقافة الأضحية بالطيور، بدلًا من نشر ثقافة الاستدانة وغلاء الأسعار بالتقسيط، معقبًا: «هذا رأي فقهي موجود لبلال بن رباح وابن حزم الظاهري، وأتحدى أي شخص يقول إن اتباع هذا الرأي باطل».
ولفت الهلالي إلى أن الاقتراض من أجل الأضحية بحسب الغرض من الأضحية هل هو أن آتي بلحم لأهل البيت أم أتصدق؟
فإذا كان الغرض اللحم لأهل البيت فهذا جائز بإجماع الفقهاء وأصل الأضحية لأهل البيت –حسب زعمه- والواجب التصدق بالقليل عند الشافعية والحنابلة.
واختتم: «علينا ننشر ثقافة ترشيد الإنفاق، والذي اتبعه المصريون عام 1967 وما بعدها، كل طالب كان ينكب على كتابه ويذاكر ولا يحصل على درس خصوصي، كنا نرشد استهلاك الكهرباء والمياه ولا نستخدم إلا اللمبة الجاز، يجب أن نتوقف عن فتاوى الرخاء ومنها الإكثار من الحج والعمرة».
1
2
3
وكانت دار الإفتاء المصرية حسمت في وقت سابق ما تردد من فتاوى حول جواز التضحية بالطيور، وقالت الإفتاء إنه لا يجزئ في الأضحية إلا أن تكون من الأنعام؛ وهي الإبل والبقر والغنم.
وأضافت أن “الرأي القائل بجواز التضحية بكل حيوان يؤكل لحمه، رأي ضعيف، غير معتبر في الإفتاء، ومخالفٌ لعمل الأمة المستقر.”
وأوضحت أن ما ورد أن أحد الصحابة قال بجواز التضحية بالطيور غير صحيح؛ لأن النصّ الوارد عنه ليس على ظاهره، وإن حُمِل على ظاهره فهو مجرد اجتهاد من الصحابي، لكنه مخالف لما قد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا حجة فيه.
وأثارت تصريحات الدكتور سعد الين الهلالي وفتاواه الغريبة بحسب وصف البعض حالة من الجدل، وتباينت الردود والتعليقات بين من رأى أنها شاذة ولا تمت للفقه الإسلامي بصلة وبين من رأى أنها صائبة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعيشها المصريون.
وعلق أحدهم :” صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال: أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين.”
وتابع مخاطباً الهلالي وغيره ممن وصفهم فقهاء السلطان :”اتقوا الله يا علماء ٱخر الزمان، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فينبئكم بما كنتم تعلمون.”
وخاطب “وائل يوسف” الهلالي: “يكفيك تطبيلا للنظام وتسخير الدين لمصلحته.”
واستدرك: “غدا عندما تقف أمام الله لن يفيدك لا الوزير فلان ولا الرئيس علان”.
وتابع :”إتقي الله مش قادر تقول كلمة حق إقفل عليك بابك أفضلك من العك إلي بتعكه في الدين” .
وفي السياق ذاته عقب ناشط آخر:”سعد الدين الهلالي زيه زي على جمعه وأي شيخ بيدور في فلك العسكر وبيقرضهم فتاوي وأشعار ، ولو على حساب دينه ، ربنا ينتقم منهم “.