في أعماق الإكوادور، يتألق جمال غير تقليدي في سوق أوتافالو، حيث يمتزج التراث الثقافي مع ضفائر الشعر الطويل، التي تُعتبر رمزا للشخصية.
في هذا المجتمع الأصيل، الشعر ليس مجرد زينة، بل هو تذكار متجذر في أعماق التقاليد والمعتقدات.عندما تقص شعرك، يقول السكان الأصليون في أوتافالو، إنك لا تقطع فقط خيوط شعرك، بل تقطع أيضاً الأفكار والذكريات في مجتمع كيشتوا، الذي ينحدر أصله من جبال الأنديز، يمتد الشعر ليصبح أكثر من مجرد تسريحة، فهو تجسيد لهوية واعتزاز.
هنا، لا يقتصر الأمر على النساء فقط؛ بل يمتاز الرجال أيضا بشعر طويل، تعبيرا عن تراثهم الثقافي.وينتمي حوالي 80 ألف شخص إلى مجتمع أوتافالو، ويحتفظون بخصائص مميزة تعكس أصولهم العريقة.
من بينهم، يقف “أليكي” في سوق أوتافالو، متميّزًا بشعره المجدول الذي يصل إلى خصره.يعتبر “أليكي” شعره رمزًا، إذ يقول بفخر: “أنتمي إلى عائلة أوتافالينيوس، وأنا فخور بذلك”.
تتمتع عائلة أوتافالينيوس بسمعة طيبة في السوق، حيث يجني أفرادها رزقهم من بيع الحرف اليدوية، وهو ما يميزهم عن بقية المجتمعات الأصلية في المنطقة التي تعاني من الفقر والتمييز.
في مجتمع أوتافالو، يُنظر إلى الشعر الطويل على أنه رمز للثروة والارتباط بالطبيعة، وأحيانًا يُعتبر تجسيدًا لمعتقدات قديمة.”عندما تقص شعرك، فإنك تقطع الأفكار”، هكذا يرددون، مستشهدين بأن الشعر المجدول يشبه النباتات التي تنمو وتزدهر عندما تُعنى بها.
خلال فترة الاستعمار الإسباني، كانت السلطة الاستعمارية تُجبر السكان الأصليين على قص شعرهم كرمز للهيمنة.
غسل الشعر لا يتم بشكل عشوائي، بل يتم بانتظام باستخدام الماء والزيوت وإكليل الجبل والأعشاب، ولا يُسمح إلا لأفراد الأسرة المباشرين بلمس الشعر.
الملابس التقليدية في أوتافالو تُكمل الصورة الثقافية. يرتدي الرجال العباءات الزرقاء أو الرمادية مع سراويل بيضاء وصنادل من الحبال وقبعات داكنة،
وترتدي النساء بلوزات بيضاء مطرزة وتنانير وشالات سوداء. المجوهرات الذهبية والخرز والأساور المرجانية تعكس الفخر بالتراث العرقي.
لغة الكيشوا، التي يتحدثها غالبية سكان أوتافالو، تعزز قدرة المجتمع على الحفاظ على القيم الثقافية التقليدية.وبخلاف المجموعات الأصلية الأخرى التي فقدت لغاتها، بقي شعب أوتافالو متميزًا بلغته ولهجته، مؤكدين استمرارهم كمجموعة عرقية ذات طابع خاص.
1
2
3