المخرج فوزي بنسعيدي يقدم “أيام الصيف” كدراما إنسانية تعكس صراع الذاكرة

 

1

2

3

يعتبر فوزي بنسعيدي واحدا من أبرز المخرجين المغاربة الذين تركوا بصمة واضحة في السينما الوطنية، حيث يتميز بأسلوبه الفني الفريد وقدرته على تجسيد القضايا الاجتماعية بطرق مبتكرة. مؤخرا، أطلق بنسعيدي فيلمه الجديد “أيام صيف”، الذي شهد عرضه ما قبل الأول في قاعة “ميغاراما” بالدار البيضاء مساء الثلاثاء الماضي، ليكون خطوة جديدة في مسيرته السينمائية.

طاقم العمل والمشاركة الفنية:

في هذا الفيلم، يجتمع طاقم متميز من الفنانين المغاربة، ومن بينهم منى فتو، ومحسن مالزي، ونزهة رحيل، وفوزي بنسعيدي، ونادية كوندا، وعبده طالب، وحسناء مومني، بالإضافة إلى محمد الشوبي، ونور الدين سعدان، وسعيد باي، وعبد الرحيم صمدي، ومصطفى حوشين. التنوع الفني الذي يتمتع به الفيلم يعكس مدى غنى الأداء واختلاف الشخصيات المشاركة.

حبكة الفيلم ورؤية المخرج:

يستعرض فوزي بنسعيدي في هذا العمل شخصيته “كمال”، الذي ينتمي إلى عائلة كانت غنية ذات يوم، ولكنهما يعانيان الآن من أزمات مالية خانقة. تدور أحداث الفيلم حول منزل يحمل في طياته ذكريات عائلية عميقة، حيث ينشأ صراع بين الحاجة لبيعه لتسوية الديون وبين الرغبة في الحفاظ على تاريخه وذكرياته.

دور منى فتو وتأثير الشخصية:

تجسد منى فتو في الفيلم شخصية سيدة عادت إلى منزلها بعد غياب استمر خمس سنوات، لتكتشف تغيرات جذرية وفقدان ثروتها. تعكس شخصيتها الصعوبات التي قد تواجهها العائلات عند مواجهة الأزمات الاقتصادية، مما يضفي عمقا إنسانيا على الأحداث. وقد عبرت فتو عن سعادتها بالعمل مع جميع أعضاء الفريق، مشيدة بالأجواء العائلية التي سادت خلال التصوير.

استلهام من الأدب الروسي:

يعد “أيام صيف” العمل الخامس لفوزي بنسعيدي، وهو مستوحى من رواية “بستان الكرز” للكاتب الروسي أنطون تشيخوف. يجمع الفيلم بين عناصر الدراما والكوميديا، حيث يتناول العلاقات الإنسانية والصراعات التي تعاني منها الأسر في ظل الأزمات المالية. من خلال هذا الاقتباس، يسعى بنسعيدي إلى تقديم رؤية مغربية جديدة تعكس روح العمل الأدبي الكلاسيكي.

طبيعة التصوير والمواقع:

تم تصوير الفيلم على مدار ثلاثة أسابيع في مواقع طبيعية خلابة في مرتفعات طنجة، مما أضاف عمقا بصريا للعمل. هذه المواقع تسهم في تقديم مشاهد تعكس الأبعاد العاطفية والصراعات الداخلية للشخصيات، حيث تلعب الطبيعة دورا أساسيا في تجسيد الذكريات والمشاعر المرتبطة بماضي العائلة.

تطلعات المستقبل:

من خلال فيلم “أيام صيف”، يواصل فوزي بنسعيدي استكشاف القضايا الاجتماعية والاقتصادية بأسلوب إنساني متميز. يعكس الفيلم التحديات التي تواجه العائلات المغربية في ظل الظروف المتغيرة، مما يجعله عملا ذا أهمية خاصة في الوقت الحالي. مع بدء عرضه، يتوقع أن يحقق الفيلم نجاحا ملحوظا ويساهم في تعزيز مكانة السينما المغربية على الساحة الدولية.

يعتبر “أيام صيف” تجسيدا للرغبة في الحفاظ على الذكريات وسط التغيرات، ويعكس رؤية فوزي بنسعيدي الفنية والإبداعية في معالجة القضايا الاجتماعية بأسلوب فني مبتكر.

المخرج فوزي بنسعيدي يقدم "أيام الصيف" كدراما إنسانية تعكس صراع الذاكرة