جدل يلاحق المشاركات المغربيات في برنامج “قسمة” ومطالب بمتابعاتهن من السلطات

 

1

2

3

تعد المشاركة في البرامج التلفزيونية التي تركز على العلاقات والمواعدة من أكثر الظواهر جدلا في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها البرنامج التركي “قسمة ونصيب” الذي تقدمه الممثلة اللبنانية ريتا حرب. هذا البرنامج أثار موجة من الغضب والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد كبير من رواد هذه المنصات السلطات المغربية بالتدخل لمتابعة الشابات المغربيات المشاركات فيه. يظهر هذا الأمر تسليط الضوء على القضايا الثقافية والاجتماعية التي يثيرها البرنامج، ويعكس المواقف المتباينة بين الأجيال حول قيم الشرف والحياء.

أهداف البرنامج ووسائل الوصول إلى المشاركين:

يهدف برنامج “قسمة ونصيب” إلى تزويج الشباب العرب، لكن الطريقة التي يعتمدها في ذلك تعتبر مثيرة للجدل. يعتمد البرنامج على عرض العلاقات الشخصية بشكل علني، مما يتعارض مع المعايير الثقافية والدينية في العالم العربي، خاصة في المغرب. يظهر البرنامج كيف أن الفتيات المغربيات يبحثن عن شريك، لكن الأساليب المستخدمة قد تعتبر تجاوزا لحدود الحياء، حيث يسجل مقاطع من تبادل الأحضان والقبل بين المشاركين.

انتقادات البرنامج وتأثيره على القيم الاجتماعية:

توجهت انتقادات حادة للبرنامج بسبب ما يعتبر تشجيعا “للرديلة” في المجتمع العربي، حيث يشبه بأسلوب “برامج الواقع” الغربية. يعتبر هذا النوع من البرامج ضارا بالقيم الأخلاقية، خاصة في مجتمعات مثل المجتمع المغربي الذي يعلي من قيمة الحياء والشرف. تظهر هذه الانتقادات أيضا من خلال ردود الفعل العاطفية من المتابعين، الذين يرون في البرنامج استهزاء بتقاليد المجتمع ودينه.

التأثير على الفتيات المغربيات:

تعتبر الفتيات المغربيات المشاركات في “قسمة ونصيب” محورا للجدل، حيث يظهرن سلوكيات قد تعتبر استفزازية للعديد من المشاهدين. فهذه المشاركات، التي تتعمد جذب الانتباه من خلال تصرفات غير تقليدية، تثير تساؤلات حول تأثير ذلك على نظرة المجتمع إليهن. يتساءل الكثيرون: هل ستتحمل هؤلاء الفتيات تبعات هذا السلوك في حياتهن الشخصية والمهنية بعد انتهاء البرنامج؟

صدى البرنامج في وسائل الإعلام:

لم يقتصر الجدل حول البرنامج على منصات التواصل الاجتماعي، بل انتقل إلى وسائل الإعلام التقليدية. العديد من المقالات والدراسات تناولت ظاهرة “قسمة ونصيب” وتأثيرها على الفتيات والمجتمع بشكل عام. تناولت التحليلات الاجتماعية والسياسية المسألة من زوايا مختلفة، محذرة من الأبعاد السلبية التي قد يحملها مثل هذا النوع من البرامج على القيم والمعتقدات التقليدية.

الحاجة إلى مراقبة المحتوى الإعلامي:

تظهر أزمة “قسمة ونصيب” ضرورة وجود رقابة أكثر صرامة على المحتوى الإعلامي الموجه للشباب. فالمسؤولية لا تقع فقط على عاتق المشاركين، بل تشمل أيضا المنتجين والقنوات التلفزيونية التي تعرض مثل هذه البرامج. من المهم التفكير في العواقب المحتملة على المراهقين والشباب الذين يتأثرون بما يرونه، ودور الإعلام في تشكيل قيمهم وأفكارهم.

ويعتبر برنامج “قسمة ونصيب” مثالا واضحا للتحديات التي تواجهها المجتمعات العربية في ظل التطورات التكنولوجية ووسائل الإعلام الحديثة. يثير البرنامج الكثير من الجدل حول القيم والمعتقدات التي تشكل هوية الشباب العربي، خاصة في ما يتعلق بالشرف والحياء. إن وجود أصوات تطالب بمراقبة مثل هذه البرامج يعد خطوة نحو الحفاظ على القيم الثقافية والدينية، ولكن يبقى السؤال حول كيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير وضرورة الحفاظ على القيم الاجتماعية.

جدل يلاحق المشاركات المغربيات في برنامج "قسمة" ومطالب بمتابعاتهن من السلطات