جدري القردة يجتاح إفريقيا وأكثر من 6600 إصابة وسط نقص في اللقاحات

 

1

2

3

تشهد القارة الإفريقية انتشارا مقلقا لفيروس جدري القردة، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل ما يزيد عن 6603 حالات إصابة مؤكدة في 15 دولة إفريقية، بما في ذلك 32 حالة وفاة. هذا الارتفاع يأتي في ظل تحديات كبيرة تواجه الدول الإفريقية في مجابهة هذا الفيروس والحد من انتشاره، ما يستدعي تكثيف الجهود الصحية لمكافحة تفشيه.

خلال الأسبوع الماضي، تم تسجيل 402 حالة إصابة جديدة بالفيروس، ما يبرز التزايد السريع لانتشار المرض. في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يعد هذا الوضع أكثر تعقيدا، حيث تستمر الإصابات بسلالة “lb MOXV” في الانتشار في مناطق مثل كيفو، فيما تتركز الوفيات في مقاطعات أخرى مثل أكواتور وسانكورو وتشوابا وتشوبو. هذه المناطق تعتبر بؤرا رئيسية للمرض، ما يزيد من الحاجة إلى تحسين أنظمة الرصد والتشخيص.

منذ بداية تفشي المرض في يوليو 2024 في بوروندي، تأثرت 35 مقاطعة من أصل 49، وتشير البيانات إلى أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون حوالي 30% من الحالات المؤكدة. هذه النسبة تدعو للقلق، نظرا لأن الفيروس يؤثر بشكل أكبر على الفئات العمرية الصغيرة، ما يضع الأطفال في دائرة الخطر.

أمام هذا الارتفاع المستمر في الإصابات، أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن بدء حملة تلقيح واسعة النطاق ضد جدري القردة، ستنطلق في 2 أكتوبر المقبل. يذكر أن الكونغو سجلت منذ يناير الماضي حوالي 24 ألف حالة إصابة، ما يجعلها من أكثر الدول تأثرا بالمرض. وتسعى الحملة إلى كبح انتشار الفيروس، وخاصة في المناطق الأكثر تضررا.

رغم الجهود المبذولة للحد من تفشي الفيروس، إلا أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى وجود تحديات كبيرة تتمثل في نقص اللقاحات. هذا النقص يعطل الإجراءات الرامية للحد من انتشار الفيروس، ويزيد من تعقيد السيطرة عليه في المناطق الأكثر تضررا. كما أن النقص في المعدات الطبية والقدرات التشخيصية يمثل عقبة إضافية أمام الدول الإفريقية في التعامل مع الوضع الصحي المتفاقم.

نظرا لخطورة الوضع، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القردة يمثل حالة طوارئ صحية عالمية. هذه الخطوة جاءت بعد تفاقم الأوضاع في إفريقيا وانتشار الفيروس في دول أخرى خارج القارة. وتعمل المنظمة حاليا بالتنسيق مع الدول المتضررة لتوفير الموارد اللازمة من أجل مكافحة المرض والحد من انتشاره، إلا أن نقص الإمكانيات واللقاحات لا يزال يشكل عقبة رئيسية في تحقيق هذا الهدف.

يتطلب الوضع الصحي الحالي في إفريقيا تكثيف الجهود على المستويات الوطنية والدولية للتصدي لتفشي جدري القردة، وضمان توفير اللقاحات والرعاية الصحية المناسبة للمصابين.

جدري القردة يجتاح إفريقيا وأكثر من 6600 إصابة وسط نقص في اللقاحات