من الشاشة إلى منصة الويب نخبة من الفنانين يغيرون مغزى صناعة المحتوى

 

1

2

3

في السنوات الأخيرة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تحولا كبيرا في استخدامها من قبل الفنانين المغاربة الذين أصبحوا يعتمدون على هذه المنصات كوسيلة للتعبير عن مواقفهم تجاه قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية. من بين هؤلاء الفنانين نجد سناء عكرود ونرجس الحلاق، اللتين تميزتا بتفاعل كبير مع جمهورهن عبر المحتوى الذي ينشرونه، والذي غالبا ما يكون بعيدا عن المجال الفني التقليدي. هذا التحول أضاف أبعادا جديدة لدور الفنانين في المجتمع، حيث لم تعد أدوارهم تقتصر فقط على الأداء الفني، بل تعدت ذلك إلى التأثير في الرأي العام وتشكيل وجهات النظر حول قضايا مختلفة.

منصات التواصل الاجتماعي كمنبر للفنانين:

لقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب أداة قوية في أيدي الفنانين، الذين يستخدمونها للتواصل المباشر مع جمهورهم دون الحاجة إلى وساطة وسائل الإعلام التقليدية. سناء عكرود، على سبيل المثال، استغلت حساباتها لتطرح مواقفها تجاه مواضيع متعددة، أبرزها التفاعل مع إضرابات طلبة الطب والصيدلة. وقد أعربت عن غضبها من هؤلاء الطلبة الذين قاطعوا الامتحانات، معتبرة أن ذلك يؤثر على سير العملية التعليمية. هذه الخطوة أثارت جدلا واسعا بين متابعيها، حيث اعتبر البعض أنها تجاوزت حدود اختصاصها كفنانة، بينما رأى آخرون أنها استخدمت شهرتها للتعبير عن موقفها كعضو في المجتمع.

تفاعل الجمهور وتأثير الفنانين:

يتميز الفنانون المغاربة الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي بتأثيرهم الكبير على جمهورهم. متابعيهم لا يتفاعلون فقط مع المحتوى الترفيهي، بل يتابعون آراءهم حول مختلف القضايا المجتمعية. وقد أثارت سناء عكرود موجة من التفاعل عندما انتقدت بشدة إضرابات طلبة الطب، مما جعل الكثير من متابعيها يعيدون التفكير في مواقفهم تجاه هذه القضية. من جهة أخرى، تعرضت لنقد شديد من قبل بعض المستخدمين الذين رأوا أن هذا التدخل غير مناسب من فنانة.

قضايا سياسية واجتماعية على حسابات المشاهير:

لم يقتصر تفاعل الفنانين على القضايا التعليمية فقط، بل تناولوا أيضا مواضيع سياسية. من بين هذه المواضيع، كان فرض الحكومة الجزائرية “الفيزا” على المغاربة أحد أبرز القضايا التي أثارت نقاشا على منصات التواصل الاجتماعي. نجوم الفن في المغرب منهم سناء عكرود، التي عبرت  عن استيائها من هذه الخطوة عبر منشورات حملت طابعا نقديا وساخرا، مما أثار تفاعلا واسعا.

المشاهير كقادة للرأي العام:

مع تزايد شهرة الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت حساباتهم الشخصية منصات قوية للتأثير في الرأي العام. هناك جمهور كبير من المتابعين يتأثر بشكل مباشر بما يقدمه هؤلاء الفنانين من آراء حول القضايا المختلفة. وبالإضافة إلى تأثيرهم على القضايا الجدلية، نجد أن الفنانون يلعبون دورا بارزا في حملات التبرعات والمبادرات الإنسانية. بعض المشاهير يقومون بدعوة متابعيهم للمشاركة في حملات خيرية، مثل تقديم التبرعات للمحتاجين أو دعم قضايا مجتمعية، وهو ما يلقى استجابة كبيرة من الجمهور.

تحديات أمام الفنانين على الإنترنت:

رغم النجاح الذي يحققه الفنانون في التفاعل مع الجمهور على الإنترنت، إلا أن هذا المجال يحمل أيضا تحديات كبيرة. الانتقادات والهجمات الإلكترونية أصبحت جزء من يومياتهم. فمثلما حدث مع سناء عكرود عندما انتقدت الطلبة المضربين، هناك دائما من يرى أن تدخل الفنانين في قضايا مجتمعية ليس من شأنهم. ومع ذلك، يظل هؤلاء المشاهير مصرين على استغلال منصاتهم للتعبير عن آرائهم، معتبرين أن دورهم لا يجب أن يكون محصورا في إطار الفن فقط.

دخول نخبة من الفنانين المغاربة، مثل سناء عكرود ونرجس الحلاق وهدى صدقي والهام واعزيز وغيرهن، إلى مجال صناعة المحتوى على الويب يعكس تحولا في كيفية استخدام الفنانين لشهرتهم. لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة قوية للتأثير في الرأي العام، والتفاعل مع القضايا المجتمعية والسياسية. وبينما يواجه الفنانون تحديات وانتقادات، يبقى تأثيرهم في المجتمع قويا، حيث يشكلون مصدر إلهام ودفع للتغيير الإيجابي في مجالات متعددة.

من الشاشة إلى منصة الويب نخبة من الفنانين يغيرون مغزى صناعة المحتوى