الفنان وائل جسار يرفض المشاركة في حفل “دار الأوبرا” بسبب الأوضاع في لبنان

 

1

2

3

تتجه الأنظار نحو الدورة ال23 من مهرجان الموسيقى العربية، المزمع إقامته في دار الأوبرا المصرية في 11 أكتوبر الحالي، حيث أثارت تصريحات الفنان اللبناني وائل جسار الكثير من الجدل والاهتمام. أعلن وائل جسار اعتذاره عن المشاركة في المهرجان، موضحا أن الوضع في لبنان الحالي، الذي يعاني من ويلات الحرب، يجعله غير قادر على الغناء في هذه الظروف. وأكد أنه قرر الاعتذار عن إحياء أي حفلات غنائية خلال هذه الفترة، معتبرا أن موقفه ينبغي أن يفهم ويقدر من قبل القائمين على المهرجان، خاصة أنه كان قد اتفق على المشاركة قبل تفاقم الوضع في بلاده.

أبرز وائل جسار في تصريحاته مدى حبه لمصر وجمهورها، الذي كان له دور كبير في نجاحه وانتشاره على الساحة العربية. فقد كانت أول أغنياته التي حققت النجاح الواسع باللهجة المصرية، وهو ما يدل على الروابط الثقافية والفنية القوية بين لبنان ومصر. وعلى الرغم من مشاركته عدة مرات في مهرجان الموسيقى العربية، إلا أن الظروف الراهنة تجعل الأمر صعبا للغاية في هذا العام، مما يعكس تأثير الأزمات السياسية والاجتماعية على الفن والفنانين.

على النقيض من موقف وائل جسار، اختارت الفنانة اللبنانية عبير نعمة المشاركة في المهرجان، حيث قررت تخصيص عائدات حفلتها للأسر المتضررة في لبنان. تعكس هذه الخطوة روح التضامن والوطنية في وقت الأزمات، حيث أكدت عبير أن الفن هو رسالة إنسانية تتجاوز مجرد الترفيه. يأتي هذا التوجه كاستجابة للألم الذي يعاني منه الشعب اللبناني، ويدل على قدرة الفنانين على استخدام منصاتهم لدعم قضايا إنسانية مهمة.

من المقرر أن يقام مهرجان الموسيقى العربية على مسرح النافورة في دار الأوبرا المصرية، بدءا من 11 أكتوبر، بحفل يحييه المطربان التونسي لطفي بوشناق والمصري مدحت صالح. يتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات والحفلات حتى 24 أكتوبر، بمشاركة عدد من نجوم الغناء في الوطن العربي، منهم هاني شاكر وعلي الحجار ومي فاروق وتامر عاشور وعمر خيرت وأحمد سعد.

تظهر مواقف الفنانين مثل وائل جسار وعبير نعمة كيف أن الأزمات السياسية والاجتماعية تؤثر على الفنون. بينما يختار بعض الفنانين الابتعاد عن الساحة في أوقات الأزمات، يفضل آخرون الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاجون. إن هذا التباين يعكس التنوع في ردود الفعل التي يمكن أن تتخذها المجتمعات الفنية في مواجهة التحديات، مما يبرز دور الفن كوسيلة للتعبير عن المشاعر والتضامن مع المجتمعات.

يظل مهرجان الموسيقى العربية مناسبة فنية وثقافية مهمة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. من خلال اعتذار وائل جسار ومشاركة عبير نعمة، نرى كيف أن الفن يمكن أن يعكس الواقع السياسي والاجتماعي في العالم العربي، ويظهر أهمية التضامن والتعاطف في زمن الأزمات. إن هذا المهرجان لا يقتصر فقط على تقديم الفنون، بل يحمل أيضا رسائل إنسانية تعزز من الروابط الثقافية بين الشعوب.

الفنان وائل جسار يرفض المشاركة في حفل "دار الأوبرا" بسبب الأوضاع في لبنان