تدخل رسمي عاجل في مراكش لتحرير قنطرة تاركة المحاصرة بالفيضانات

شهدت مدينة مراكش يوم الأحد الماضي تساقطات مطرية غزيرة غير مسبوقة، تسببت في غمر العديد من الأحياء والشوارع، مما جعل الحياة اليومية للسكان تتعطل بشكل كبير. هذا الوضع المفاجئ أدى إلى شلل تام في بعض مناطق المدينة، حيث غمرت المياه الطرق والمحاور الرئيسية، مسببة عرقلة لحركة المرور وغرق العديد من السيارات. وبينما كانت الأمطار تهطل بكثافة، كان المواطنون يعانون من صعوبة التنقل بين مختلف مناطق المدينة التي أصبحت شبه معزولة بفعل الفيضانات.

1

2

3

ومن أبرز المحاور التي شهدت أضراراً جسيمة نتيجة هذه الأمطار، كان جسر تاركة الذي يقع في قلب المدينة. هذا الجسر يعتبر من المحاور الحيوية التي تربط بين اثنتين من أهم المقاطعات في مراكش، ولهذا كان الوضع فيه يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية. وبالفعل، نزل والي الجهة إلى موقع الحادث مصحوباً بوالي الأمن والقائد الجهوي للوقاية المدنية، في محاولة للحد من الأضرار وتقديم المساعدة الفورية للسكان المتضررين. تحرك السلطات السريع جاء نتيجة خطورة الوضع الذي بدأ يتفاقم مع غرق السيارات وتعطل حركة السير بشكل كامل في تلك المنطقة.

وتسببت الفيضانات في إحداث حالة من الفوضى على مستوى جسر تاركة، حيث غمرت المياه عدداً كبيراً من السيارات التي كانت متوقفة أو في طريقها للعبور. لم يتمكن أصحاب هذه السيارات من المغادرة في الوقت المناسب، مما أدى إلى تلفيات كبيرة في المركبات. السكان المحليون الذين يعتمدون على هذا المحور الحيوي في تنقلاتهم اليومية وجدوا أنفسهم محاصرين، غير قادرين على الوصول إلى وجهاتهم سواء للعمل أو المدارس.

تأتي أهمية قنطرة تاركة في كونها تربط بين مقاطعتين مهمتين في المدينة، حيث تعتبر حلقة وصل حيوية للتنقل بين أحياء مراكش المختلفة. هذه القنطرة التي تعتمد عليها حركة السير بكثافة يومية، أصبحت في لحظات معدودة تحت رحمة السيول الجارفة، ما أثر بشكل مباشر على التنقلات اليومية للسكان. والمثير في الأمر أن هذه القنطرة لم تكن مجهزة لاستيعاب مثل هذه الكميات الكبيرة من الأمطار، وهو ما طرح عدة تساؤلات حول قدرة البنية التحتية في المدينة على مواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.

ورغم تدخل السلطات الفوري لتخفيف الأضرار، إلا أن حجم الكارثة كان أكبر من المتوقع، حيث استمرت الأمطار في الهطول لساعات طويلة، مما زاد من تعقيد الوضع. القائد الجهوي للوقاية المدنية أكد في تصريحاته أن الجهود متواصلة لتصريف المياه وإنقاذ السيارات الغارقة، لكن الأمر يحتاج إلى وقت نظراً لكثافة المياه المتجمعة والفيضانات التي اجتاحت المدينة.

في النهاية، تعكس هذه الحادثة الحاجة الملحة لإعادة تقييم البنية التحتية لمراكش وتأهيلها لمواجهة الظروف الجوية القاسية. فبينما تعتبر المدينة واحدة من أهم الوجهات السياحية في المغرب، يجب أن تكون قادرة على التصدي لمثل هذه التحديات المناخية، وذلك من خلال تعزيز شبكات التصريف وتجهيز المحاور الرئيسية بمعدات قادرة على التعامل مع الأمطار الغزيرة

تدخل رسمي عاجل في مراكش لتحرير قنطرة تاركة المحاصرة بالفيضانات