رحيل الملك الحسن الثاني لحظات مؤلمة في تاريخ المغرب

في مثل هذا اليوم، يحيي المغاربة الذكرى السادسة والعشرين لرحيل الملك الحسن الثاني، الذي توفي في التاسع من ربيع الثاني 1444 ه، والذي يتزامن مع الذكرى العشرين بعد الثلاثين من حكمه للمملكة المغربية. كانت لحظة إعلان الخبر المفاجئ في 23 يوليوز من سنة 1999 حدثا مأساويا، حيث فاجأ الخبر الحزين كل الشعب المغربي في صيف حار، تاركا آثارا عميقة في قلوب المواطنين.

1

2

3

تذكر العديد من المغاربة، خصوصا الشباب الذين ولدوا في الثمانينات وما قبلها، تلك اللحظة الصعبة حينما قطعت قناة البث الرسمية، دار البريهي، برامجها بشكل مفاجئ. كان الأطفال في ذاك الوقت مستغرقين في متابعة حلقة من مسلسل الرسوم المتحركة، وعندما انتقلت القناة الأولى لبث تلاوات القرآن الكريم، تعالت التكهنات حول سبب ذلك، حيث اعتاد العرب على تشغيل القرآن في أوقات العزاء.

عندما أعلنت الأخبار “لقد مات الملك الحسن الثاني!”، سادت حالة من الذهول والصدمة في أرجاء البلاد. كان المغاربة يستقبلون هذا النبأ الحزين عبر الإذاعة والتلفزيون، ويستذكرون فترة حكم الملك الذي استمر 38 سنة. من بين أبرز الأحداث في تلك الفترة كانت المسيرة الخضراء، بالإضافة إلى الانقلابات الفاشلة التي شهدتها البلاد في سنتي 1971 و1972.

تسربت مشاعر الحزن والأسى إلى عدد من المنازل، حيث عم البكاء وارتفعت أصوات النواح من النساء اللواتي فقدن قائدهن. وفي الشوارع، تجمع المئات لنقل الخبر، وكان هناك من يصرخ “لم تمت يا حسن”، في إشارة إلى الحب الكبير الذي كان يكنه الشعب لملكه.

في الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، جاء الإعلان الرسمي عن وفاة الملك، موضحا أنه توفي بسبب “نوبة قلبية نتجت عنها مضاعفات لم ينفع معها العلاج”. كان هذا ما صرح به الملك محمد السادس في لحظة نعيه لوالده، داعيا الشعب المغربي إلى “التحلي بالصبر والثبات” في هذه الأوقات العصيبة.

تلك اللحظات العصيبة تبقى محفورة في ذاكرة المغاربة، حيث تذكروا بعمق القيادة الحكيمة للملك الحسن الثاني وإرثه الذي تركه وراءه. إن الذكرى السنوية لرحيله ليست مجرد تذكير بفقدان القائد، بل هي أيضا فرصة لتجديد العهد بالاستمرار في العمل من أجل وطن مزدهر ومتحد.

رحيل الملك الحسن الثاني لحظات مؤلمة في تاريخ المغرب