بعد حوالي شهر من عرض الفيلم السينمائي الأول للممثلة جيهان كيداري، تم سحب “هوس” من العديد من القاعات السينمائية المغربية. هذا القرار جاء بعد انطلاق عرض ما قبل الأول الذي أقيم في مدينة الدار البيضاء، والذي شهد حضور عدد من الفنانين وأبطال العمل. ورغم الآمال الكبيرة التي كانت معقودة على هذا الفيلم، إلا أنه لم يتمكن من اجتذاب الجمهور بالشكل المتوقع.
1
2
3
تدور أحداث فيلم “هوس” حول قصة شاب يدعى “سعيد”، الذي يعيش هوسا بفنانة شهيرة ويقوم بمطاردتها في كل مكان، مما يجعل حياتها أشبه بكابوس يومي. يشارك في هذا العمل مجموعة من الفنانين، من بينهم جيهان كيداري ومراد حميمو ورفيق بوبكر، بالإضافة إلى أسماء جديدة من فاس، تخوض تجربة السينما للمرة الأولى. ورغم هذا التنوع في الأسماء، لم يستطع الفيلم منافسة الأعمال الكوميدية المحلية والأجنبية التي تتصدر شباك التذاكر، محققة مشاهدات مرتفعة.
وفي تعبيرها عن هذا الوضع، أوضحت جيهان كيداري أن فيلم “هوس” يكشف عن الجوانب المظلمة والخطيرة في حياة المشاهير. لكنها أكدت أن القصة بعيدة عن حياتها الشخصية، حيث لم تتعرض من قبل لأي أذى من معجبيها، بل واجهت مواقف مضحكة في أغلب الأحيان. يتضح من تصريحها أن الفيلم يحاول استكشاف موضوعات جادة تتعلق بالشهرة والضغط الذي يعاني منه النجوم، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لزيادة إقبال الجمهور.
بينما يسيطر نمط الأفلام الكوميدية التجارية على شاشات السينما المغربية، يبدو أن “هوس” لم ينجح في جذب الجمهور بمحتواه الجاد، مما يعكس تحديات السوق السينمائي المحلي. هذه التجربة تعكس واقعا صعبا يواجهه العديد من الأفلام الجادة التي قد تفتقر إلى الترويج المناسب أو القدرة على المنافسة في ظل زحمة الإنتاجات الأخرى.
قد يكون سحب فيلم “هوس” من القاعات السينمائية بمثابة دروس مستفادة لصانعي الأفلام المغاربة، خاصة فيما يتعلق بفهم اهتمامات الجمهور ومتطلبات السوق. يظهر ذلك أهمية التنوع في الأعمال الفنية، ومدى ضرورة وجود توازن بين المحتوى الجاد والترفيهي لجذب شريحة أكبر من المشاهدين.