في الآونة الأخيرة، شهد المغرب جدلا واسعا حول قرار إلغاء حفلات مغني الراي الجزائري الشاب بلال، مما دفع الفنان الكوميدي عبد الخالق فهيد إلى توجيه رسائل قوية إلى المسؤولين عن تنظيم المهرجانات. جاءت هذه التصريحات خلال مهرجان التفاح في مدينة ميدلت، حيث عبر فهيد عن سعادته بحضور فنانين مغاربة فقط في هذا الملتقى الوطني، وهو ما يعتبر دعما لمواهب البلد.
1
2
3
في خطابه، أعرب عبد الخالق فهيد عن فرحته بإقامة مهرجان يضم فنانين مغاربة، حيث قال: “فرحان لأن هذه الدورة فيها غير الفنانات والفنانين المغاربة أولاد البلاد، والبراني ما عندنا ما نديرو بيه.” هذه الكلمات لاقت صدى كبيرا بين الجمهور، الذي عبر عن تأييده الحار، مما يدل على الرغبة الجماهيرية في دعم الفن المحلي والتأكيد على الهوية الثقافية المغربية.
من المهم أن نحلل هنا الرسالة التي أراد فهيد إيصالها. فبالإضافة إلى دعم الفنانين المحليين، كان يهدف إلى التأكيد على ضرورة أن يكون للفنان المغربي مكانة بارزة في المهرجانات الوطنية. إذ قال: “خاصنا ولد البلاد يكون هو الأول، وخبز الدار ياكلو ولد الدار.” هذه العبارة تحمل في طياتها دعوة لتعزيز الهوية الوطنية وتشجيع الفن المحلي، مما يساهم في دعم الاقتصاد الثقافي للمغرب.
كما أشار فهيد إلى المهرجانات التي تستضيف فنانين بأجور ضخمة، مشيرا إلى أن بعضهم يتقاضون ما يصل إلى 200 مليون، في حين أن بعضهم قد لا يرتدي حتى 30 درهما من الملابس. تعكس هذه الملاحظة مدى الفجوة بين الفنانين المحليين والفنانين الأجانب، مما يطرح تساؤلات حول أولويات تنظيم المهرجانات وكيفية توزيع الموارد.
ولاقت رسائل الكوميدي فهيد إشادة واسعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالبت العديد من التعليقات بإعادة الاعتبار للفنان المغربي ودعمه بشكل أكبر. يأتي هذا في ظل مشاعر متزايدة من الإحباط من تصرفات بعض الفنانين الأجانب الذين ينكرون فضل المغرب والمغاربة عليهم، كما هو الحال مع الشاب بلال الذي أثار جدلا بخرجاته الإعلامية الأخيرة.
بناء على ما سبق، يمكن القول إن رسالة عبد الخالق فهيد تعكس شعورا وطنيا قويا يدعو إلى إعادة تقييم مكانة الفنان المغربي في الساحة الفنية. إن دعوته لدعم الفنانين المحليين والتأكيد على هويتهم الثقافية قد تكون خطوة نحو مستقبل أفضل للفن المغربي، حيث يتم تقدير المبدعين الذين يمثلون الثقافة الوطنية بشكل صحيح.