فيلم “404.01” يفتح آفاق الخيال العلمي في السينما المغربية وينافس على جوائز المسابقة بطنجة

يعد فيلم الخيال العلمي “404.01” للمخرج يونس الركاب أحد الأعمال السينمائية التي تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الفيلم الوطني في طنجة. تم عرض الفيلم مساء الإثنين في قاعة العروض الكبرى بقصر الثقافة والفنون، حيث شهدت الفعالية حضور أبطال الفيلم إلى جانب مجموعة من المخرجين والنقاد وصناع الفن السابع، مما يعكس اهتماما واسعا بالفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية آمنة، وهي طبيبة جراحة تتلقى أوامر غريبة عبر موجة صوتية تنبعث من المستقبل. تلك الأوامر تدفعها لتنفيذ مجموعة من المهام، بينما تطلعها على أحداث ستحدث قبل وقوعها، مما يضعها في حالة من القلق والتوتر المستمر. تتطور أحداث الفيلم على مدار 105 دقائق، حيث تجد آمنة نفسها متورطة في جريمة قتل طفل. هذا التورط يعمق القصة ويزيد من تعقيدها، إذ تنطلق الطبيبة في رحلة بحث عن النجاة والتخلص من هذا الصوت الغامض، مع اكتشاف الأسباب الكامنة وراء استهدافها.
وفي سياق حديثه عن العمل، أوضح يونس الركاب أن اهتمامه منذ عام 2003 كان منصبا على تناول مواضيع جديدة وغير مألوفة في السينما المغربية. فقد كان دائم البحث عن عمق المواضيع وتقديم أفكار مبتكرة لم يسبق للمخرجين المغاربة أن استكشفوها. لذا، فإن فكرة فيلم “404.01” جاءت لتلبية احتياجات المشهد السينمائي المحلي الذي يفتقر إلى أفلام الخيال العلمي. ويعتبر الركاب أن السينما المغربية بحاجة ماسة إلى المزيد من الخيال والإبداع، ويأمل أن يكون شريطه السينمائي بمثابة بداية جديدة لهذا النوع في المملكة.
كما أشار الركاب إلى أن الجمهور المغربي يميل إلى الإنتاجات السينمائية الكوميدية، لكنه أيضا يمتلك ذوقا رفيعا ويبحث عن الجودة في الأعمال التي يشاهدها. هذا التوجه نحو الجودة يجعل الجمهور متشوقا لاكتشاف فيلم “404.01” الذي يجمع بين الخيال العلمي وقصة مغربية تتناول مواضيع عميقة. ويعتبر هذا العمل فرصة للجمهور للتعرف على عالم جديد من السينما المغربية.
من ناحية أخرى، تحدث المخرج عن التحديات التي تواجه صناعة أفلام الرعب في المغرب. حيث يعتبر إنتاج هذا النوع من الأفلام مكلفا، ويحتاج إلى خبرة كبيرة من قبل صناع السينما. ومع أن هذا النوع لا يزال غريبا على الصناعة المغربية، إلا أن الركاب يعمل على تطوير مهاراته ومهارات الممثلين من خلال القراءة والدورات التكوينية المتخصصة، مما يظهر إصراره على تحسين مستوى الإنتاج السينمائي في المغرب.
بهذا الشكل، يسعى فيلم “404.01” إلى تقديم تجربة جديدة ومختلفة في السينما المغربية، ويأمل أن يفتح آفاقا جديدة للخيال العلمي في هذا السياق. من خلال العمل على تقديم قصة مشوقة ومبتكرة، يسعى يونس الركاب إلى جذب جمهور عريض لمشاهدة فيلمه واستكشاف عوالم جديدة في السينما المغربية.