بعد طرحه لأحدث أغانيه باللهجة الخليجية، فاجأ الفنان المغربي سعد لمجرد جمهوره وأثار موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد أبدى محبوه استياءهم عبر التعليقات على منصاته الرسمية، من الإنستغرام إلى قناته على اليوتيوب، معبرين عن خيبة أملهم من قراره الابتعاد عن اللهجة المغربية التي اشتهر بها منذ انطلاق مسيرته الفنية. وبرزت تعليقات تتحدث عن الهوية الفنية الخاصة بلمجرد وضرورة حفاظه عليها، معتبرة أن الانتقال إلى اللهجات العربية الأخرى يقلل من ارتباطه بجمهوره المغربي.
1
2
3
لمجرد، الذي اكتسب شهرة كبيرة بأغنيته المعروفة “لمعلم”، يبدو أنه يسعى إلى الوصول لشرائح أكبر من المستمعين في العالم العربي عبر تبنيه لهجات مختلفة في أعماله الأخيرة. حيث أطلق عدة أغنيات بألوان ولهجات عربية متنوعة، مثل أغنية “عندي فكرة” التي غناها بالخليجية، و”بشوفك” باللهجة المصرية، و”محتال الحب” باللهجة اللبنانية. تلك الخيارات الفنية نالت إعجابا لدى متابعيه العرب، لكنها في الوقت ذاته أثارت تساؤلات بين عشاقه المغاربة الذين لطالما أحبوه بصوته المغربي الأصيل.
أما على صعيد آخر، كانت أغنية “آش خبارك” هي آخر إصدارات سعد لمجرد التي اختار فيها أن يغني بلهجته الأصلية، وحققت هذه الأغنية تفاعلا إيجابيا بين متابعيه المغاربة خاصة. نشر لمجرد الأغنية على قناته في اليوتيوب مرفقة بفيديو كليب يظهر فيه بمشاركة الفنانة صفاء حبيركو والممثل عمر لطفي، مما أضفى عليها طابعا مغربيا بحتا جذب اهتمام جمهوره.
هذه الأغنية لم تكن مجرد تجربة عابرة؛ فقد جدد فيها سعد تعاونه مع الموسيقي المغربي جلال الحمداوي، الذي أشرف على كتابة الكلمات والتلحين وتوزيع الموسيقى، ليعيد بذلك لمسة الهوية المغربية التي يعرفها الجمهور عنه. بينما كان الإخراج من توقيع محمد علي العويني الذي أضاف لمساته الإبداعية، ليخرج العمل بالصورة التي تنال إعجاب محبي لمجرد الذين يعتبرون هذه النوعية من الأغاني تجسيدا للروح المغربية.
رغم النجاح الذي يحققه لمجرد خارج حدود المغرب، يبقى السؤال الذي يراود جمهوره: هل سيستمر في تبني لهجات مختلفة في مشاريعه المقبلة؟ يعتبر البعض أن سعيه للوصول إلى جمهور أوسع خطوة جيدة، بينما يرى آخرون أنه من المهم أن يحتفظ بصوته المميز الذي ساهم في شهرته.