يستعد الممثل ربيع القاطي لطرح فيلمه التاريخي الجديد “أنوال”، الذي أثار جدلا كبيرا في الساحة الفنية بسبب اختيار الممثلين، حيث تم إسناد الأدوار الرئيسية لممثلين لا يتحدثون باللهجة الريفية. ورغم هذا الجدل، يظهر القاطي حماسا كبيرا لتجربته الفنية، مشيرا إلى أهمية الفيلم في إلقاء الضوء على فترة حاسمة في تاريخ المغرب، تتعلق بشخصية أسطورية كعبد الكريم الخطابي.
1
2
3
في قلب هذا الفيلم، يقوم ربيع القاطي بتجسيد شخصية عبد الكريم الخطابي، الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار الإسباني. تروي القصة أحداثا تاريخية عميقة تمتد من عام 1907 إلى عام 1921، فترة تشهد معركة أنوال، التي تعتبر واحدة من أكبر الملاحم الوطنية. يتناول الفيلم مقاومة الشعب الريفي وشجاعة قبائله في التصدي للاحتلال، مما يعكس روح النضال والتضحية التي تميزت بها تلك المرحلة.
ومع اقتراب موعد العرض، تصاعد النقاش حول الفيلم بشكل ملحوظ على منصات التواصل الاجتماعي. العديد من النشطاء انتقدوا عدم اختيار ممثلين محليين يتحدثون باللهجة الريفية، معتبرين أن هذا الأمر يؤثر على مصداقية العمل. الممثل محمد الشوبي، الذي يؤدي دور الرايس مسعود زعيم قبيلة بقيوة، وجد نفسه أيضا في دائرة الانتقادات بسبب هذه القضية، مما أضاف بعدا جديدا للنقاش حول كيفية تجسيد الثقافة المحلية في الأعمال الفنية.
تظهر ردود الفعل المتنوعة على فيلم “أنوال” الأهمية الكبيرة التي يحملها هذا العمل في توعية الجمهور بتاريخهم وثقافتهم. تتزايد التحديات التي تواجه السينما المغربية في تقديم أعمال تعكس الهوية الثقافية بصدق وإبداع، وهو ما يجعل من هذا الفيلم تجربة فنية فريدة تجمع بين التاريخ والفن. ومع انتظار العرض، يبقى الأمل معقودا على أن يتجاوز الفيلم الجدل المحيط به، ليحقق نجاحا يجعله يتبوأ مكانة مرموقة في تاريخ السينما المغربية، ويبرز جمال وقوة الثقافة المحلية.