تتطلع المغرب إلى تحقيق قفزة نوعية في تغطية شبكة الجيل الخامس، مع توقعات بأن تصل إلى حوالي 25% من المساحة الوطنية بحلول عام 2026. كما تهدف المملكة إلى بلوغ نسبة 70% بنهاية هذا العقد، وفقا لما أكدت عليه غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. تأتي هذه الجهود في إطار رؤية واضحة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرقمية في البلاد وتعزيز مكانتها في الساحة التكنولوجية العالمية.
1
2
3
تعد هذه الأهداف جزءا من “استراتيجية المغرب الرقمي 2030″، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى بلد رائد في إنتاج الحلول الرقمية. تتضمن هذه الاستراتيجية مجموعة من الخطوات والإجراءات التي تسعى إلى تحسين مستوى الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين والشركات، مما يسهم في رفع جودة الحياة ويعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني. التركيز على التكنولوجيا الرقمية يعتبر عاملا حاسما لتحسين فعالية القطاعات المختلفة، بما في ذلك التعليم، الصحة، والنقل.
خلال افتتاح مركز الابتكار الذي أسسته شركة “نوكيا” في مدينة سلا، بالقرب من العاصمة الرباط، سلطت الوزيرة الضوء على أهمية هذا المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط. يعد هذا المركز بمثابة منصة استراتيجية لتعزيز الابتكار الرقمي، حيث سيساهم في تطوير تقنيات حديثة تلبي احتياجات السوق المغربية والإفريقية. كما سيتيح المركز فرص التدريب والتأهيل للمهارات المحلية، مما يسهم في تعزيز قدرات الكفاءات المغربية والأفريقية في مجال التكنولوجيا.
الاستثمار في الابتكار الرقمي في المغرب يمثل خطوة حيوية نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية، وهذا سيمكن المملكة من تلبية احتياجات السوق المحلية والدولية بشكل أكثر كفاءة. من خلال هذا التوجه، تسعى الحكومة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز روح المبادرة والابتكار في المجتمع، مما ينعكس إيجابيا على التنمية المستدامة.
تعتبر هذه المبادرات جزءا من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للمواطنين عبر توفير خدمات رقمية متطورة. إن التركيز على تطوير المهارات الرقمية يعد أمرا حيويا لبناء مستقبل مشرق للمغرب في عالم يتجه بشكل متزايد نحو الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة. هذا التوجه سيكون له تأثير كبير على كافة جوانب الحياة اليومية، وسيعزز من قدرة المغرب على مواجهة التحديات الرقمية العالمية.
بشكل عام، تمثل هذه الخطوات الاستراتيجية تحولا نوعيا في مشهد التكنولوجيا بالمغرب، حيث تسعى المملكة إلى أن تكون في طليعة الدول التي تتبنى الابتكارات الرقمية وتستفيد منها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.