تسجل المغربية الفرنسية صباح عيب، المرشحة للقب ملكة جمال فرنسا 2025، حالة من التوتر بسبب حملة عنصرية تستهدفها على منصات التواصل الاجتماعي، التي أثارت الكثير من الجدل. منذ لحظة تتويجها بلقب ملكة جمال منطقة “Nord-Pas-de-Calais”، بدأت صباح تواجه سيلا من التعليقات السلبية التي ترتبط بأصولها. فرحتها بالتأهل للمسابقة الوطنية لم تدم طويلا، حيث طغت على مشاعرها الجميلة موجة من الكراهية التي أظهرت الوجه القبيح للتعصب.
من خلال تعليقها على تلك الحملة، عبرت صباح عيب عن خيبة أملها من الهجمات التي تعرضت لها، مشددة على أن تلك التعليقات لا تعبر إلا عن “الجهل”. أكدت صباح أن اسمها جزء أساسي من هويتها، وهو ما لا يتعارض مع جنسيتها الفرنسية. وأشارت إلى أن فرنسا بلد يحتفي بتنوع الثقافات، وأن وجود اسم من أصل آخر لا ينقص من هويتها الوطنية. وأضافت أنها ولدت في هذا البلد، تماما كما ولد والداها، مما يجعلها تشعر بالفخر لكونها فرنسية. ورغم أن أصولها جزء من قصتها، فإنها تؤكد أن ذلك لا يحدد هويتها الشاملة.
في رد فعل رسمي على هذه الظاهرة، أشار عثمان نصرو، سكرتير الدولة المكلف بالمواطنة ومكافحة التمييز، إلى أن الحكومة لن تتساهل مع مثل هذه السلوكيات العنصرية. وقد جاءت هذه التصريحات في إطار جهود الحكومة للتصدي للتعصب وتعزيز قيم التقبل والاحترام في المجتمع. إذ تعتبر الحكومة أن التصدي للعنصرية هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود.
لم تكن صباح عيب هي الوحيدة التي تعرضت لمثل هذه المضايقات. العديد من المتسابقات في مسابقة ملكة جمال فرنسا واجهن أيضا سيلا من الهجمات الإلكترونية. على سبيل المثال، واجهت إيف جيل، ملكة جمال فرنسا الحالية، تدفقا من الرسائل الانتقادية خلال فترة انتخابها، حيث كانت تتعرض للسخرية بسبب مظهرها، ولا سيما لشعرها القصير وقوامها النحيف. هذه التجارب تؤكد أن التحديات التي تواجهها المتسابقات ليست فقط في مجالات الجمال، بل أيضا في مواجهة التمييز والعنصرية التي تعكس واقعا مؤلما.
إضافة إلى ذلك، تلقي هذه الحملات الضوء على الحاجة الملحة لزيادة الوعي حول آثار العنصرية والتمييز على الأفراد والمجتمع ككل. من المهم أن يعمل المجتمع على تعزيز قيم الاحترام والتقبل، وأن يحتفي بالتنوع بدلا من مقاومته. يجب أن نعمل جميعا على تغيير هذا السلوك، من خلال دعم أولئك الذين يتعرضون للتمييز ورفض كل أشكال الكراهية التي تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية.
1
2
3