رحيل منعم كباب يعيد تسليط الضوء على معاناة أطفال الشارع في المجتمع

رحيل منعم كباب، بطل الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل “علي زاوا”، أعاد فتح ملفات معاناة المتشردين وأطفال الشوارع، حيث انطلقت المناقشات حول الظروف الصعبة التي عاشها قيد حياته. فعلى الرغم من أن الفيلم كان يهدف إلى تقديم صورة واقعية عن حياة هؤلاء الأفراد، إلا أن وفاة كباب جاءت لتكون بمثابة صرخة تحذير للجميع، ودفعت الكثيرين للتفكير في الآثار المترتبة على تجاهل هذه القضايا الإنسانية.
في هذا السياق، أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي نداءات موجهة إلى الجمعيات التي تعنى بشؤون أطفال الشوارع والمتشردين، مؤكدين على ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة من المجتمع. فقد أكدوا على أن هذه الفئة تعاني من ظروف قاسية للغاية، وذلك في ظل غياب الدعم والموارد اللازمة لمساعدتهم. كما أشاروا إلى أن هناك الكثير من الشباب في المجتمع الذين يعيشون تجارب مشابهة لتلك التي واجهها كباب في حياته، سواء عبر أحداث الفيلم أو في حياتهم اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب العديد من النشطاء عن استيائهم من مخرج الفيلم نبيل عيوش، حيث اتهموه بأنه استغل كباب وبقية أبطال “علي زاوا” لتحقيق مكاسب فنية دون تقديم الدعم الفعلي لهم. واعتبروا أنه كان من الواجب عليه أن يفتح المجال أمام هؤلاء الفنانين للمشاركة في مشاريع من شأنها أن تحسن من ظروف حياتهم وتساعدهم على التغلب على التحديات التي واجهوها. إن ما يعانيه هؤلاء الأفراد من مشكلات مالية ومعنوية يستدعي تعاطف المجتمع ودعمه.
وبعد مرور أيام على اختفائه في ظروف غامضة، عثرت السلطات الأمنية في الدار البيضاء على جثة منعم كباب بالقرب من إحدى السكك الحديدية، مما زاد من ألم المجتمع وأحزانه. هذه الحادثة المؤسفة تعكس حجم المعاناة التي يمر بها الكثير من المتشردين، كما تدعو الجميع إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع هذه القضايا وتقديم الدعم للمتضررين.
عندما ننظر إلى الصورة الأكبر، نجد أن المعاناة التي عاشها كباب ليست مجرد قصة فردية، بل هي تجسيد لمعاناة العديد من الأشخاص الذين يعيشون في الظل. وهذا يستدعي من المجتمع بأسره اتخاذ خطوات فعلية، من أجل تحسين أوضاع المتشردين وأطفال الشوارع، وتوفير الرعاية والاهتمام الذي يستحقونه. إن مواجهة هذه الظواهر الاجتماعية يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، لخلق بيئة أفضل للجميع.

1

2

3

رحيل منعم كباب يعيد تسليط الضوء على معاناة أطفال الشارع في المجتمع