الفيلم المغربي “ذاكرة جسد” يستعرض الهوية الثقافية النسائية في مهرجان البحرين السينمائي

يشارك الفيلم المغربي “ذاكرة جسد”، الذي أخرجه المبدع محمد زاغو، في فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحرين السينمائي، والذي يستمر من 3 إلى 7 نونبر الجاري. يعتبر هذا الفيلم الوثائقي الناطق باللغة الأمازيغية واحدا من الأعمال البارزة في السينما المغربية، وقد حصل مؤخرا على الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لعام 2024، كأفضل فيلم مغربي أمازيغي، والتي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مما يعكس القيمة الثقافية العالية لهذا العمل الفني.

1

2

3

يتناول الفيلم موضوع الوشم، الذي يمثل جزءا من التراث الثقافي الأمازيغي، لدى النساء في العديد من المناطق المغربية، مثل تارودانت، خنيفرة، والحسيمة، بالإضافة إلى قلعة مكونة وتنغير، وأيضا قبيلة آيت سغروشن في إقليم تازة. تتمحور قصص الفيلم حول التجارب الشخصية للنساء، حيث تسرد هذه الحكايات بتفاصيل غنية وسحر الذكريات، مما يجعل كل وشم يحمل قصة فريدة ترتبط بذكريات لا يمكن للزمن محوها، ويبرز الفيلم كيف يعبر الوشم عن الهوية الشخصية والثقافية.

تظهر هذه القصص من خلال الفيلم الهوية التاريخية والاجتماعية للأمازيغ، حيث تشكل تلك التجارب جزءا من الفرح الجماعي النسائي، وتجسد الجمال الذي يزين أجساد النساء، مما يعكس عمق الروابط الثقافية في المجتمع المغربي. وعلاوة على ذلك، يتم تقديم تجارب النساء بطريقة مثيرة، تجعل المشاهدين يتفاعلون مع الموضوع ويشعرون بجمالية الثقافة الأمازيغية.

وفي سياق متصل، أعلنت لجنة اختيار الأفلام المشاركة في هذه الدورة عن انتهاء عملية انتقاء الأعمال، حيث تم اختيار 89 فيلما عربيا قصيرا من أصل 481 فيلما تقدمت للمنافسة على جوائز المهرجان، مما يدل على جودة الأفلام المقدمة. تم تقسيم الأفلام إلى فئات متعددة، حيث تم اختيار 43 فيلما في فئة الأفلام الروائية القصيرة، و25 فيلما في فئة الأفلام الوثائقية، و10 أفلام في فئة أفلام الطلبة، و6 أفلام في فئة أفلام التحريك، و5 أفلام تمثل السينما البحرينية.

تضم المسابقة الرسمية لهذا العام خمس فئات رئيسية، تشمل الأفلام الروائية القصيرة والأفلام البحرينية والأفلام الوثائقية وأفلام التحريك وأفلام الطلبة. كما تم تشكيل لجان تحكيم متميزة، حيث يترأس المخرج والمنتج السعودي صالح الفوزان لجنة تحكيم فئة الأفلام الروائية القصيرة والأفلام البحرينية، بينما تتولى الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير رئاسة لجنة تحكيم فئة الأفلام الوثائقية. وفي نفس السياق، يرأس محمد غزالة، رئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت في جدة، لجنة تحكيم فئة أفلام التحريك، بينما تتولى الفنانة المصرية بشرى رزة رئاسة لجنة تحكيم أفلام الطلبة.

علاوة على ذلك، سيتم تكريم عدد من الفنانين خلال هذه الدورة، ومن بينهم الفنان الكويتي محمد المنصور، بالإضافة إلى مريم زيمان وفاطمة عبد الرحيم من البحرين، تقديرا لمساهماتهم القيمة في الساحة الفنية، مما يعكس التقدير الكبير للفن والفنانين في المنطقة. يبرز هذا المهرجان كمناسبة مهمة للاحتفاء بالثقافات والتعبيرات الفنية المختلفة، ويعتبر “ذاكرة جسد” نموذجا حيا للهوية الثقافية المغربية وأهميتها.

الفيلم المغربي "ذاكرة جسد" يستعرض الهوية الثقافية النسائية في مهرجان البحرين السينمائي