في إطار الدراما المغربية المنتظرة، تعتزم القناة الثانية عرض فيلم “جيهان” خلال شهر رمضان المقبل، وهو من إخراج المبدع إدريس الروخ وبطولة الممثلة الصاعدة نهيلة الوحماني. هذا الفيلم يعد بمثابة نافذة جديدة للجمهور المغربي لاستكشاف جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية التي تلامس قضايا واقعية يعيشها الكثير من الشباب في المجتمع المغربي.
1
2
3
يتم إنتاج الفيلم بالتعاون مع شركة HORIZON PROD، وقد تم اختيار الكاتب مصطفى الأزهر ليكتب السيناريو الذي يعكس التحديات التي يواجهها الأفراد في سعيهم نحو تحقيق أحلامهم. وتشارك في العمل مجموعة من الأسماء البارزة في الساحة الفنية المغربية، مثل سعيدة باعدي وعبد الإله عاجل ونهيلة الحماوي وسكينة زايدي، بالإضافة إلى عدد من الممثلين مثل كريم بولمال ومحمد الورادي وعبد الغني الصناك وصباح بن الصديق. هؤلاء النجوم يقدمون أداء متميزا سيضفي طابعا خاصا على الفيلم ويجعله محط أنظار العديد من المتابعين.
تدور أحداث “جيهان” حول قصة فتاة شابة تدعى جيهان، تبلغ من العمر 17 سنة، وتنتمي إلى أسرة بسيطة في أحد الأحياء الشعبية. هذه الفتاة تحمل حلما كبيرا وهو احتراف كرة القدم، ولكنها تجد نفسها أمام تحديات كبيرة، ليس فقط على المستوى الشخصي ولكن أيضا على مستوى الأسرة والمجتمع. في البداية، يقف أهلها ضد حلمها ويرفضون فكرة لعبها لكرة القدم، بسبب اعتبارات تقليدية واجتماعية، مما يزيد من تعقيد مسارها. إلا أن جيهان تظل مصممة على تحقيق هدفها مهما كانت الصعوبات، وهو ما يجعل القصة تتطور بشكل درامي.
الإخراج المبدع لإدريس الروخ يسهم بشكل كبير في إبراز التحديات الاجتماعية التي يواجهها الشباب المغربي، والضغط الذي يمارس عليهم من قبل البيئة الأسرية والمجتمعية. وقد صرح الروخ في عدة مناسبات بأن الفيلم لا يقتصر على تقديم قصة فتاة تسعى لتحقيق حلمها فقط، بل يعكس أيضا قيم المجتمع المغربي وكيفية تعامل هذا المجتمع مع قضايا مثل تمكين المرأة والفرص المتاحة أمام الشباب لتحقيق تطلعاتهم في ظل القيود الاجتماعية. وأضاف الروخ أن الفيلم يقدم دروسا في الصبر والمثابرة، ويشجع الشباب على متابعة أحلامهم مهما كانت الظروف المحيطة بهم.
من جهة أخرى، يعد فيلم “جيهان” مناسبة لطرح بعض القضايا الهامة، مثل التحديات التي تواجهها النساء في مجالات معينة، مثل الرياضة، حيث يظل هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون مشاركتهن الكاملة. في هذا السياق، يبرز الفيلم موضوع دعم الفتيات في مجالات الرياضة، ويسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها هؤلاء في مسيرتهن الرياضية. وقد أثار هذا الموضوع اهتمام العديد من النقاد والمهتمين بالسينما المغربية، الذين يعتبرون أن الفيلم قد يكون خطوة مهمة نحو تغيير بعض المفاهيم المجتمعية الراسخة.
أما بالنسبة لأداء الممثلين، فقد أبدعت الممثلة نهيلة الوحماني في تجسيد شخصية جيهان، حيث قدمت دورا يعكس القوة الداخلية والمثابرة على التحدي. وقد برزت هذه الشخصية كرمزية للأمل في تحقيق الأهداف الشخصية بالرغم من الضغوط الاجتماعية التي قد يواجهها الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل دور الممثلين الآخرين في دعم العمل الفني، مثل سعيدة باعدي التي أضافت لمسة فنية إلى الفيلم بشخصيتها المتنوعة، بالإضافة إلى عبد الإله عاجل الذي أسهم في إضفاء طابع إنساني على القصة.
إن فيلم “جيهان” هو فرصة للحديث عن واقع الشباب في المجتمع المغربي، وعن تطلعاتهم وآمالهم التي قد تكون محط تحديات عديدة. كما يعد الفيلم دعوة للجميع للتفكير في أهمية دعم الأحلام والطموحات الشخصية، خصوصا في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها المغرب. سيكون “جيهان” مثالا يحتذى به في عرض القضايا الاجتماعية التي تهم شريحة واسعة من الشباب، كما أنه يساهم في تسليط الضوء على القيم الإنسانية التي تروج للعدالة والمساواة.