عبر الفنان المغربي سي مهدي عن استنكاره للتفاهة التي تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الكثير من المنشورات والقصص القصيرة تهدف لجذب المشاهدات بأي وسيلة، حتى وإن كان ذلك عبر نشر محتوى يفتقر إلى القيم والمبادئ. جاء تعبيره هذا من خلال منشور شاركه عبر خاصية “الستوري” على حسابه الشخصي في “إنستغرام”، حيث وصف سي مهدي الحالة الراهنة بأنها “قمامة اجتماعية” لا تضيف أي قيمة حقيقية للمجتمع ولا للفن.
1
2
3
تحدث سي مهدي عن الأساليب التي باتت شائعة في العالم الافتراضي، إذ يرى أن السب والشتم واستخدام الألفاظ الجارحة وحتى الاعتداء على القيم الأخلاقية أصبح جزءاً لا يتجزأ من المحتوى الذي يسعى لجذب انتباه الجمهور، وأن هذه الأساليب المتدنية تعكس انحداراً في معايير الإبداع على تلك المنصات. وأكد في الوقت ذاته أنه يرفض الانخراط في هذه “الموضة” السائدة، وأنه بعيد كل البعد عن مثل هذه الأساليب التي يعتبرها تنازلاً كبيراً عن المهنية والاحترام، إذ يحرص دوماً على تقديم محتوى فني وثقافي يُراعي الذوق العام ويعكس طابعاً إيجابياً.
وأشار سي مهدي إلى نوعية المحتوى الذي يقدمه والذي يتسم بالالتزام الأخلاقي والمضمون الهادف، فهو يسعى إلى تعزيز القيم الثقافية من خلال أعماله الفنية بدلاً من اللهاث وراء الإثارة الجوفاء والمحتويات التي تهدف فقط للانتشار السريع. ويرى أن الجمهور أصبح بحاجة ماسة إلى محتوى يحترم عقولهم ويُسهم في بناء ذوق عام راقٍ، بعيداً عن الضجيج الإعلامي والتوجهات التي تفتقر إلى العمق، مؤكدًا أنه يعتز بما يقدمه ويراه الأفضل لتحقيق رسالته الفنية.
وفي جانب آخر، تطرق سي مهدي إلى ما واجهه من انتقادات لاذعة على منصات التواصل بعد أن نشر رأيه حول قضية أخرى تتعلق بالـ “ستريمر” إلياس المالكي. وأوضح موقفه قائلاً إنه لم يتخذ أي إجراءات قانونية ضد المالكي، واعتبر ذلك بمثابة دعم غير مباشر، حيث رأى أن الامتناع عن تقديم شكاية رسمية هو نوع من التسامح وعدم الدخول في صراعات قضائية. لكن، وعلى الرغم من هذه التوضيحات، استمر بعض رواد “السوشال ميديا” في توجيه انتقاداتهم الحادة إليه، ووصل الأمر إلى تلقيه رسائل مليئة بالسب والشتم، واتهمه البعض بمحاولة استغلال الموضوع لصالحه من أجل “الركوب على الموجة” وتحقيق “البوز”.
وبالرغم من هذا، لم يتراجع سي مهدي عن مواقفه أو يغير من مبادئه، إذ يرى أن القيم الفنية والثقافية التي يتمسك بها هي الأهم بالنسبة له، وأن الجمهور الحقيقي سيفهم موقفه بعيداً عن الانتقادات السطحية. كما يعبر عن أمله في أن يُدرك المتابعون قيمة المحتوى الجاد والهادف في عصر أصبحت فيه معايير النجاح مرتبطة بشكل مبالغ فيه بالمشاهدات وردود الأفعال السريعة، مؤكداً في الوقت نفسه أن رسالة الفن الحقيقية لا تقاس بعدد المتابعين، بل بمدى التأثير الإيجابي الذي يتركه على المجتمع.
في النهاية، يظل سي مهدي متمسكاً برؤيته التي تعكس احترامه لفنه وجمهوره، ويواصل دفاعه عن محتوى ذي قيمة يسهم في تثقيف الجمهور ويمنحهم تجربة فنية حقيقية، بعيداً عن التسطيح والتقليد الذي يهيمن على السوشل ميديا في زمننا الحالي.