عبر الفنان المغربي عادل أباتراب عن انتقادات حادة موجهة إلى وزارة الثقافة المغربية في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بمنصة “إنستغرام”، حيث تناول من خلالها الإشكالات العميقة التي يراها تؤثر على واقع الفن والفنانين في المغرب، متهماً الوزارة بتجاهل أهمية هذا القطاع في تطوير المجتمع. أبدى أباتراب استياءه الشديد من ضعف سياسات الدعم الفني والثقافي، مشيرا إلى أن هناك غيابا فعليا لرؤية شاملة تدعم الإبداع وتلبي حاجات العاملين في هذا المجال، وأن هذا التجاهل يؤدي إلى تفاقم مشكلات العاملين في المسرح.
1
2
3
وفي تعبيره عن هذا الاستياء، لجأ أباتراب إلى أسلوب ساخر، متوجها بعبارات لاذعة إلى الوزارة من خلال وصفها بألقاب مثل “وزارة العبث” و”وزارة شوف مع لآخر ماشي أنا”، في إشارة ساخرة إلى ما يراه من لا مبالاة وتردد في القرارات، معتبرا أن الوزارة تفتقر إلى المبادرات التي تعبر عن تقدير حقيقي للمسرح والفنانين المسرحيين. أشار كذلك إلى أن الدعم المالي والمعنوي المقدم لا يتناسب مع تضحيات العاملين في هذا المجال، مما يضعف فرص تطوير فن المسرح ويحد من بروز طاقات جديدة قادرة على الإبداع والإنتاج.
كما سلط أباتراب الضوء على قضية هامة تتعلق بعدم التزام الوزارة بحلول ملموسة لتحسين الظروف المعيشية للفنانين، حيث اعتبر أن السياسات الحالية تسهم في زيادة معاناتهم بدلاً من تخفيفها، مضيفا أن الوزارة تبدو غير جادة في تحسين أوضاع الفنانين، إذ إنهم يواجهون مصاعب يومية لا يجدون لها دعماً كافياً من الجهات الرسمية. رأى أباتراب أن هذا النقص في الاهتمام يدفع الكثيرين من الفنانين إلى البحث عن فرص خارج المغرب، ما يؤثر سلباً على مستقبل المسرح الوطني.
لم يتوقف أباتراب عند هذا الحد، بل أضاف في تدوينته سلسلة من الانتقادات اللافتة، حيث وصف الوزارة بعبارات تعكس شعوره بالإحباط من الواقع القائم، مستخدما كلمات مثل “وزارة الكانة” و”وزارة بلاتي نشوف أو نقول ليك”، في إشارة إلى ما يراه من بطء في القرارات وعدم الجدية في معالجة مشكلات الفنانين. وذكر أن الوزارة لا تبدي استعدادا حقيقيا للاستماع إلى مطالبهم وتجاهلت مساعيهم المستمرة لتحسين واقعهم المهني، معتبرا أن هذه السياسات لا تخدم أي هدف حقيقي للفن والثقافة.
واختتم الفنان المغربي تدوينته بعبارات تحمل نقداً قوياً، حيث وصف الوزارة بكونها “وزارة زيرهم آش فيدهم مايديرو كاع” كناية عن مدى التقاعس الذي يشعر به تجاه تعامل الوزارة مع الفنانين، مشيراً إلى أن السياسات المتبعة لا تسهم في النهوض بواقع الفن والفنانين بقدر ما تعمل على تكبيلهم بقرارات غير ملائمة تجعل تحقيق طموحاتهم أمراً بالغ الصعوبة.