في تطور جديد يعكس زيادة الانفتاح على الدراما المغربية في الأسواق العربية، بدأ عرض مسلسل “جوج وجوه” مدبلجًا باللهجة السورية على منصة “مرايا” الإماراتية في أكتوبر 2024، وهو ما يعد خطوة هامة في تسويق الأعمال المغربية إلى جمهور أوسع في الخليج والعالم العربي.
هذا العرض جاء بعد النجاح الذي حققه المسلسل في رمضان الماضي عندما تم عرضه لأول مرة على القناة الثانية المغربية. كما أن المسلسل نفسه كان قد عرض على نفس المنصة بترجمة عربية فصحى في رمضان 2024، ليمثل بذلك انطلاقة جديدة للدراما المغربية عبر منصات رقمية تسعى للوصول إلى مختلف أرجاء العالم العربي.
1
2
3
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز حضور الدراما المغربية على الساحة العربية. فقد سبق وأن شهدت بعض الأعمال المغربية الأخرى نجاحًا مشابهًا، مثل مسلسل “بنات العساس” الذي تم دبلجته إلى اللهجة السورية وعُرض على قناة الشارقة الإماراتية في عام 2023، بعد أن حقق هذا العمل نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في المغرب خلال رمضان 2021.
كما دخل مسلسل “قضية العمر” أيضًا في دائرة التوسع العربي بعد أن تم عرضه على قناة الشارقة بالدبلجة السورية نفسها في العام نفسه. وهذا يعكس مدى التوجه الجديد في تسويق الدراما المغربية عربيا.
مسلسل “جوج وجوه” من إخراج مراد الخودي، وهو مسلسل درامي يحمل في طياته الكثير من الإثارة والتشويق. تدور أحداثه حول شخصية “باصطوف” الذي يعيش حياة مزدوجة، بين الثراء والتسول، وهو في صراع دائم مع خصومه الذين يكشفون العديد من القضايا المتعلقة بالمال والنفوذ. يساهم في العمل عدد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية المغربية مثل دنيا بطمة، عزيز داداس، ماجدولين الإدريسي، وعبد الله ديدان، مما يضفي على المسلسل طابعًا خاصًا يعكس التنوع والإبداع في الدراما المغربية.
ورغم أن مسلسل “جوج وجوه” يمثل نقطة فارقة في توسيع الدراما المغربية، إلا أنه ليس العمل الأول الذي يتم دبلجته باللهجة السورية ويعرض للجمهور العربي. فقد شهدت الأعمال المغربية اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، ما يعكس تحولًا مهمًا في كيفية تعامل شركات الإنتاج المغربية مع السوق العربي. إن دبلجة هذه الأعمال باللهجة السورية التي تعتبر الأقرب إلى اللهجات الخليجية قد ساهمت في تجاوز حاجز اللغة، ما جعل الدراما المغربية أكثر تقبلًا وانتشارًا في مختلف البلدان العربية، خاصة في الخليج.
يسعى مخرج المسلسل مراد الخودي من خلال هذا النوع من الإنتاجات إلى توسيع نطاق تأثير الثقافة المغربية في العالم العربي. ففي تصريحاته السابقة، أشار إلى أن الدبلجة باللهجة السورية تشكل جسرًا ثقافيًا يساعد في نقل قضايا المغرب الاجتماعية والسياسية إلى الوطن العربي. ويرى أن هذا النوع من الإنتاجات يمكن أن يساهم في تحسين الصورة الذهنية عن المغرب، فضلاً عن تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية.
وفي وقت يتزايد فيه الطلب على الأعمال المغربية في العالم العربي، أعلنت السلطات المغربية عن تسهيل عمليات تصدير الدراما المغربية من خلال منح شركات الإنتاج المغربية تراخيص تسويق أعمالها في الأسواق العربية والدولية. وهذه الخطوة تفتح المجال أمام مجموعة واسعة من الفرص التي يمكن أن تسهم في تعزيز صناعة الدراما المغربية على الساحة العالمية، وهو ما يعكس اهتمام المغرب بتحقيق حضور قوي في صناعة الإعلام والدراما.
من جهته، عبر فيصل العرايشي، المدير العام للقطب العمومي للسمعي البصري المغربي، عن تفاؤله بهذه الخطوة، موضحًا أن هذه المبادرة تساهم في تطور الصناعة الإعلامية في المغرب. ويأمل العرايشي أن تكون هذه الخطوات بداية لفتح أبواب جديدة أمام الدراما المغربية لبلوغ أسواق واسعة في العالم العربي.
وبدوره، أعرب خالد النقري، صاحب شركة الإنتاج “Disconnected”، عن تفاؤله بهذا القرار الذي من شأنه أن يرفع من مستوى الإنتاج الدرامي في المغرب. وأكد النقري أن هذا التوجه يعكس تطورًا ملحوظًا في نوعية الأعمال الفنية التي تنتجها الشركات المغربية، مما يعزز من قدرة الدراما المغربية على المنافسة مع باقي الأعمال العربية.
وبذلك، يعتبر هذا التوسع في تصدير الدراما المغربية، خاصة عبر دبلجتها باللهجة السورية، خطوة مشابهة لتجربة الدراما التركية التي نجحت في كسب جمهور واسع في العالم العربي بفضل الدبلجة إلى اللهجات العربية. وهو ما يفتح المجال أمام الدراما المغربية لتحقيق نجاحات مشابهة، بل وتفوقها في بعض الأحيان.