محمد باسو يقدم رسالة ثقافية مهمة في فيلم “زعزوع” حول التراث والهوية المغربية

الفنان محمد باسو يعبّر عن سعادته الكبيرة بنجاح فيلمه الجديد “زعزوع”، الذي يعتبره بمثابة إنجاز فني كبير. يشير باسو إلى أن هذا الفيلم يعد “أول مولود” له في عالم السينما، وهو العمل الذي كتب سيناريوه بنفسه، ويجمع بين الكوميديا والفانتازيا بأسلوب مميز يهدف إلى جذب جمهور واسع. يشير باسو إلى أن الهدف من الفيلم ليس فقط تقديم عمل ترفيهي بل يحمل رسائل ثقافية مهمة تتعلق بالحفاظ على التراث المغربي.

1

2

3

الفيلم يروي قصة شخصية “جوهر” الذي يلعب باسو دورها، وهو شاب من منطقة تامكروت، يسعى لتحسين ظروف حياته المعيشية. وفي سياق محاولاته لتحقيق طموحاته، يجد “جوهر” نفسه أمام فرصة لبيع كتاب تراثي قد يغير مجرى حياته. لكن المفاجأة التي يكتشفها هي أن هذا الكتاب يمثل إرثاً ثقافياً مهما، ويمثل جزءاً من هوية المنطقة التي ينتمي إليها. يواجه “جوهر” صراعاً داخلياً بين الرغبة في الاستفادة المادية من الكتاب وبين ضرورة الحفاظ على تراثه الثقافي.

باسو يوضح أن الفيلم لا يقتصر فقط على طرح قضايا اجتماعية، بل يعرض أيضاً جانباً إنسانياً يتعلق بالمسؤولية تجاه الحفاظ على الموروث الثقافي. يشدد باسو على أن رسالة الفيلم الرئيسية هي أهمية الحفاظ على التراث المادي في مختلف المناطق المغربية، وعدم التفريط فيه مهما كانت الظروف. يطمح باسو أن يحمل العمل رسالة واضحة لكل من يشاهد الفيلم، مفادها أن التراث جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية، وأن مسؤولية الحفاظ عليه تقع على عاتق الجميع.

من جهة أخرى، يتحدث باسو عن تجربته ككاتب ومخرج في مجال السينما، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأي فنان أو كاتب أن ينفصل عن هويته أو محيطه الثقافي. وهو يرى أن التجربة الفنية تتطلب الارتباط بالجذور والموروث الثقافي حتى لو كان في إطار عمل فني يحمل طابعاً فكاهياً أو خيالياً. يعتقد باسو أن الفن يجب أن يعكس جوانب من الثقافة المحلية ومنطقة الفنان، ما يعزز التواصل الثقافي بين الأجيال.

أما عن صعوبات التصوير، فيذكر باسو أن فريق العمل لم يواجه صعوبات فنية كبيرة، إذ كانت أجواء التعاون بين الممثلين جيدة والمجهودات المشتركة كان لها الأثر الإيجابي في نجاح الفيلم. لكن باسو يعترف بأن التحدي الأكبر كان في التنقل بين مدينتي زاكورة والدار البيضاء، ما أدى إلى زيادة التكاليف، بالإضافة إلى أن إقناع المنتجين بالاستثمار في مناطق بعيدة عن العاصمة الاقتصادية كان أمراً صعباً. ومع ذلك، يثني باسو على التضامن والتعاون الكبير الذي كان بين جميع أفراد الطاقم.

فيما يخص المستقبل الفني له، يثير باسو الحديث عن أعماله المقبلة في رمضان، حيث يكشف عن إمكانية عودة مسلسل “سي لكالة” في موسم جديد. يشير إلى أن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً بين الجمهور المغربي في المواسم السابقة، مما يجعل فكرة العودة إلى عرضه واردة، خاصة مع الإقبال الكبير الذي حظي به. يعبر باسو عن سعادته بهذه العودة المحتملة التي ستكون بمثابة تجديد في نوعية الأعمال التي يطرحها.

باسو لا يقدم فقط أعمالاً فنية ترفيهية، بل يسعى من خلالها إلى تقديم رسائل ثقافية وإنسانية عميقة، في فيلم “زعزوع” يبرز جمال التراث ويحمل دعوة للمحافظة عليه، ما يجعله يختلف عن العديد من الأعمال السينمائية المغربية.

محمد باسو يقدم رسالة ثقافية مهمة في فيلم "زعزوع" حول التراث والهوية المغربية