منذ طفولتها المبكرة، بدأت المصممة المغربية مريم لبيض رحلة شغفها في عالم المجوهرات، وهو الشغف الذي لم يكن مجرد هواية عابرة بل تحول إلى مسار مهني حافل. فبينما كانت في سن الثامنة، اكتشفت مريم جمال الحلي والمجوهرات من خلال صنعها للأساور والقلادات باستخدام قطع قديمة كانت تحتفظ بها والدتها. كانت والدتها تمثل لها مصدر إلهام، فهي امرأة عاشقة للجمال والمجوهرات وذات ذوق رفيع في انتقاء القطع المميزة. هذه الذكريات الطفولية كانت حافزاً لها لتأسيس مسارها المهني في مجال تصميم المجوهرات الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها وهويتها.
1
2
3
بعد أن أنهت دراستها في مجال التواصل والإعلان، قررت مريم لبيض تحويل شغفها إلى حقيقة ملموسة، فأسست علامتها الخاصة “Mimia LeBlanc Jewelry”. بفضل تصميماتها المبدعة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، سرعان ما تمكنت من تحقيق نجاح ملحوظ في عالم المجوهرات الفاخرة، مما جعلها تحجز لنفسها مكاناً بين أبرز العلامات التجارية في هذا المجال. فقد بدأت علامة “Mimia LeBlanc” في اجتذاب أنظار الزبائن في المتاجر الفاخرة عبر العالم، حيث افتتحت متاجرها في أماكن مرموقة مثل باريس ودبي وبيروت، بالإضافة إلى متجرها الرئيسي في الدار البيضاء.
إن قدرة مريم لبيض على دمج التراث المغربي في تصاميمها كانت أحد أبرز العوامل التي ساعدت على نجاحها، فقد جعلت من الثقافة المغربية جزءاً أساسياً في هوية علامتها التجارية. فهي تضع لمستها الخاصة في كل قطعة من تصاميمها، لتكون شاهداً على الأصالة المغربية التي تمتاز بالزخارف والتفاصيل الدقيقة. من أبرز مجموعاتها التي حازت على إعجاب واسع هي مجموعة “باب المنصور”، التي استلهمت تصميماتها من البوابة الشهيرة في مدينة مكناس. وقد استطاعت مريم بفضل هذه المجموعة أن تعرض تاريخ المغرب الثقافي والحضاري بطريقة عصرية، ما جعل تصاميمها تتفرد عن باقي المجموعات العالمية.
تتميز تصاميم “Mimia LeBlanc Jewelry” ليس فقط بجمالها ولكن أيضاً بالقدرة على جذب عدد كبير من المشاهير على مستوى العالم العربي والعالمي. فالمجوهرات التي تصممها مريم لبيض ارتداها العديد من الشخصيات المعروفة مثل كيم كارداشيان، هيفاء وهبي، نادين نسيب نجيم، وسعد لمجرد، ما جعل علامة “Mimia LeBlanc” تصبح مرادفاً للأناقة والتميّز. وقد عبرت مريم عن سعادتها البالغة بمشاركة مشاهير العالم في ارتداء تصاميمها، معتبرة أن رؤية أعمالها تنال إعجاب هذه الشخصيات يعد مصدر فخر وامتنان كبير لها.
علاوة على ذلك، تمكّنت مريم لبيض من التعاون مع مبادرة “الأعوام الثقافية” لعام 2024 التي تم تنظيمها بدعم من سفارتي قطر والمغرب. في هذا الإطار، قامت بتصميم مجموعة مجوهرات جديدة تعكس التراث المغربي الأصيل، مستلهمة من ثقافة البلد وأصالته. وقد عبّرت مريم لبيض عن سعادتها بهذا التعاون، حيث أكدت أن هذا المشروع يمثل فرصة رائعة لتسليط الضوء على التراث الثقافي للمغرب وتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب. كما أشادت بمشاركة علامتها في هذا الحدث الثقافي الهام، معتبرة أنها تمثل المغرب في تظاهرة عالمية تعزز من مكانة الثقافة المغربية في العالم.
إن مريم لبيض لم تقتصر على تقديم مجوهرات فاخرة فحسب، بل أصبحت سفيرة للثقافة المغربية في مجال الموضة والمجوهرات. من خلال تصاميمها التي تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية، تمكنت من إيصال رسالة المغرب إلى العالم بطريقة مبتكرة وأنيقة. لهذا، فإن “Mimia LeBlanc Jewelry” ليست مجرد علامة تجارية، بل هي تجربة فنية تحمل في طياتها روح المغرب وأصالته، مما يجعلها تبرز بين العديد من العلامات العالمية في هذا المجال.