تكريم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي من خلال فيلمها الأخير “خريف التفاح”

أعلن الفنان المغربي سعد التسولي عن قرب موعد عرض آخر أفلام الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي، في خطوة احتفائية مميزة. وقد شارك التسولي متابعيه عبر حسابه على موقع “إنستغرام” بصورة للفنانة من مشهد من فيلم “خريف التفاح”، معبرًا عن سعادته بهذا التكريم قائلاً: “يقترب يوم تكريمك وعرض فيلمك الأخير “خريف التفاح”، الفيلم الذي آمنت به، سنكون قادرين على إحياء الذكريات والاحتفال بإرثك، تكريم نابض بالحياة لمسيرة مهنية لا تنسى”. هذه الكلمات لم تكن مجرد إعلان عن عرض الفيلم، بل كانت بمثابة تجسيد لحب وتقدير الفنانة الراحلة التي لطالما أمتعت جمهورها بأدائها المميز.

1

2

3

تدور أحداث فيلم “خريف التفاح” حول قصة طفل صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره، نشأ في ظروف صعبة مليئة بالغموض. فبعد أن اختفت والدته في ظروف غامضة مباشرة بعد ولادته، وجد الطفل نفسه أمام واقع مرير يتمثل في تنكر والده له وعدم اعترافه بنسبه. هذه القصة العاطفية التي عرضها المخرج محمد مفتكر تحمل في طياتها رسائل قوية عن الهوية والانتماء ورفض الواقع المؤلم، كما تطرح أسئلة حول غياب الأم وحاجة الطفل لحب ورعاية الوالدين. فالفيلم يعكس ما يمر به الأطفال في مثل هذه الظروف، ويعكس تأثير تلك التجارب على تشكيل شخصياتهم المستقبلية.

من خلال أدوارها في هذا الفيلم، قدمت الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي أداءً مميزًا جعلها تترك بصمة لا تمحى في تاريخ السينما المغربية. وقد شهدت هذه التجربة مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة البارزين، مثل فاطمة خير، وسعد التسولي، ومحمد التسولي، وحسن بديدا. كل هؤلاء الفنانين قدموا أدوارهم بكفاءة عالية، مما ساهم في جعل الفيلم واحدًا من أبرز الأعمال السينمائية المغربية. كما أن التعاون بين هؤلاء النجوم أضاف عمقًا للفيلم، وجعل قصة الطفل وألمه تلامس قلب كل مشاهد. لم يكن الفيلم مجرد قصة حزينة، بل كان أيضًا احتفالًا بالحياة والأمل في تغيير القدر.

حقق فيلم “خريف التفاح” نجاحًا كبيرًا على المستوى الوطني والدولي. فقد فاز بالعديد من الجوائز القيمة، منها الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ 21، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى في الدورة الـ 22 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في خريبكة. هذه الجوائز تؤكد جودة العمل السينمائي وقيمته الفنية العالية، كما تعكس التقدير الذي يحظى به الفن السابع في المغرب. مثل هذه الجوائز تمنح الأمل لصناع السينما المغاربة وتحثهم على تقديم المزيد من الأعمال التي تلامس قضايا المجتمع.

في سياق آخر، كان للفنانة الراحلة نعيمة المشرقي حضور مميز في المهرجانات السينمائية. فقد تم تكريمها في الدورة الـ 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث اختار المهرجان أن يكرمها إلى جانب الممثل والمخرج الأمريكي شون بين، والمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ. هذا التكريم جاء تقديرًا لمسيرتها الفنية الغنية والعميقة التي تركت أثراً في السينما المغربية والعربية. تكريم الفنانة الراحلة في هذا المهرجان كان بمثابة تكريم لكل الفنانين الذين قدّموا أعمالًا إبداعية وغيرت واقع الفن في المغرب.

من خلال عرض فيلم “خريف التفاح” وتكريم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي، نعيش لحظات من التقدير والوفاء لإرث فني لا يمكن نسيانه. إن الفيلم يظل شاهدًا على مسيرة فنانة قدمت الكثير للسينما والمسرح، ومن خلال هذا التكريم ستظل ذكرى نعيمة المشرقي حاضرة في قلوب محبيها وجمهورها.

تكريم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي من خلال فيلمها الأخير "خريف التفاح"