أطلقت القناة الثانية المغربية مؤخرًا برنامجًا فكاهيًا جديدًا بعنوان “باحة الاستراحة”، الذي يقدمه الكوميدي عبد العالي المهر، الشهير بلقب “طاليس”. وعُرضت الحلقة الأولى من البرنامج يوم السبت الماضي.
وقد حظي بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد عبر المتابعون عن إعجابهم بالفكرة الجديدة التي طرحها البرنامج، مشيدين بتنوع الفقرات التي قدمها “طاليس” والطاقم الكوميدي المشارك.
إضافة إلى روح الدعابة التي ميزت العرض. البرنامج يعكس إبداعًا جديدًا في مجال الكوميديا المغربية ويسعى لتقديم محتوى فكاهي مميز يناسب مختلف الأعمار، مما جعله يحظى بمتابعة كبيرة من الجمهور المغربي.
1
2
3
وعلى الرغم من النجاح الذي حققه البرنامج، إلا أن بعض المشاهدين أبدوا ملاحظات تخص تشابه “باحة الاستراحة” مع برنامج فكاهي قديم كان يعرض على القناة الأولى المغربية. يتعلق الأمر ببرنامج “كوميديا شو”، الذي كان يقدمه الإعلامي رشيد الإدريسي، والذي جمع أيضًا مجموعة من الكوميديين لتقديم فقرات كوميدية متنوعة و”سكيتشات” خفيفة. الجدير بالذكر أن “كوميديا شو” كان يستقطب أيضًا مجموعة من خريجي برنامج “كوميديا” للمواهب، من بينهم محمد باسو، الراحل تيكوتا، وخالد جواج، مما جعل المقارنة بين البرنامجين موضوعًا شائعًا في أوساط المشاهدين.
بالرغم من هذه الملاحظات، يبقى أن فكرة “باحة الاستراحة” تعود إلى الكوميدي “طاليس” نفسه، وهو ما يجعلها مبتكرة حسب ما يرى المتابعون. فالفكرة تعتمد على تقديم محتوى فكاهي يشمل عدة فقرات متنوعة بأسلوب جديد ومختلف عما كان معروضًا سابقًا في برامج مشابهة. وبينما يعتبر البعض أن البرنامج يعكس روح البرامج الفكاهية السابقة، يرى آخرون أن “طاليس” نجح في إضافة لمسته الخاصة من خلال تقديم مجموعة جديدة من الوجوه الكوميدية المغربية. ومن خلال هذا البرنامج، يتجدد الاهتمام بالكوميديا المغربية التي تلعب دورًا مهمًا في ترسيخ القيم الثقافية والاجتماعية في المجتمع.
وفي هذا السياق، حاولنا التواصل مع الكوميدي “طاليس” للحصول على تعليق حول الموضوع، خاصة بشأن الجدل المثار حول التشابه بين برنامجه و”كوميديا شو”. لكننا لم نتلق أي رد حتى الآن، ما يزيد من فضول الجمهور لمعرفة رأيه في هذه المقارنات. ورغم ذلك، فإن نجاح الحلقة الأولى من البرنامج والاهتمام الذي حظي به يؤكد أن “طاليس” قد نجح في جذب أنظار المشاهدين، خاصة أن البرنامج يقدم مزيجًا من الفكاهة والتنوع في طرح المواضيع.
من جهة أخرى، يُنتظر أن تستمر الحلقات القادمة من “باحة الاستراحة” في استقطاب مزيد من المتابعين، وسط تطلعات الجماهير للمزيد من الفقرات الكوميدية. إذ من المتوقع أن يقدم البرنامج مواضيع جديدة، إلى جانب استضافة كوميديين معروفين ووجوه جديدة ستساهم في إضافة تنوع أكبر للمحتوى. البرنامج يحمل إمكانيات كبيرة لتوسيع آفاق الكوميديا المغربية ويعزز من موقع “طاليس” كأحد الأسماء اللامعة في المجال.
سواء كانت فكرة “باحة الاستراحة” مستوحاة من برامج سابقة أو لا، يبقى أن البرنامج قد نجح في تحقيق تفاعل كبير بين الجمهور المغربي. ويبقى السؤال حول تأثيره في مجال الكوميديا المغربية وكيفية استمراره في تقديم أفكار مبتكرة تجذب الجمهور بشكل أكبر.