تكريم الفنانة المصرية سهر الصايغ في مهرجان وجدة الدولي للفيلم

في أمسية سينمائية رائعة، افتتح المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة دورته الثالثة عشرة مساء الثلاثاء الماضي، حيث شهد مسرح محمد السادس لحظات من التألق الفني والدرامي. يعتبر هذا المهرجان من أهم الفعاليات السينمائية التي تجمع بين المبدعين من دول المغرب العربي، ويهدف إلى الاحتفاء بالإنتاج السينمائي المغاربي والعالمي، وتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف السينمائيين. في هذا السياق، تم تكريم عدد من الشخصيات الفنية التي ساهمت بشكل كبير في تطوير المشهد السينمائي في بلدانها، ما أضاف للمهرجان بعدًا ثقافيًا وإنسانيًا مميزًا.
شمل حفل الافتتاح تكريم الممثلة المصرية سهر الصايغ، التي قدمت أعمالًا فنية متميزة ساهمت في إثراء الدراما المصرية والعربية. فطوال مسيرتها، قدمت سهر أداءً استثنائيًا في العديد من المسلسلات والأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. كما تم تكريم المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، الذي يعتبر من أبرز المخرجين في المنطقة، حيث تميزت أعماله السينمائية بتناول قضايا اجتماعية وإنسانية تعكس الواقع الثقافي والسياسي في موريتانيا. من خلال هذه التكريمات، تم تسليط الضوء على مسيرتيهما اللتين أسهمتا في رفع مستوى السينما في العالم العربي.
لم يقتصر المهرجان على التكريمات فقط، بل تضمن أيضًا العديد من الأنشطة الفنية التي تهدف إلى تعزيز المعرفة والتبادل الثقافي بين الفنانين والمشاركين. في هذا الإطار، أُقيمت ورشات تكوينية في مجالات متنوعة مثل كتابة السيناريو، والإخراج، والتمثيل، مما أتاح للمشاركين من مختلف الجنسيات فرصة الاستفادة من خبرات المتخصصين في المجال. كما نظمت جلسات “ماستر كلاس” شارك فيها عدد من السينمائيين المبدعين، الذين قدموا خلاصة تجاربهم في صناعة السينما، وهو ما كان له أثر إيجابي في تطوير المهارات الفنية للمشاركين.
ومن ناحية أخرى، شهد المهرجان أيضًا تنظيم ندوات وجلسات حوارية تفاعلية جمعت بين الجمهور والفنانين، حيث تم خلالها مناقشة قضايا السينما الحالية والتحديات التي تواجه الصناعة في المنطقة المغاربية. هذه الندوات شكلت منصة مثالية للتبادل الفكري، ما يعزز من دور المهرجان كحاضنة فنية تساهم في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية من خلال الفن السابع.
من جانب آخر، يعتبر المهرجان فرصة للتعرف على الأعمال السينمائية الجديدة من خلال مسابقاته الرسمية التي تشمل أكثر من 25 فيلمًا طويلًا وقصيرًا. تضم هذه المسابقات أفلامًا تم اختيارها بعناية من مختلف أنحاء العالم المغاربي، بالإضافة إلى عرض أفلام مخصصة للأطفال. هذا التنوع في العروض يجعل من المهرجان وجهة فنية للجميع، حيث يمكن للجمهور من مختلف الأعمار الاستمتاع بالأفلام التي تعكس تنوع الثقافات والحضارات في المنطقة.
ولم يتوقف الاهتمام بالمحتوى السينمائي عند حدود العروض الرسمية فقط، بل تم أيضًا تخصيص عروض سينمائية في الهواء الطلق في عدة مواقع مميزة بمدينة وجدة، وهي تجربة جديدة تضفي طابعًا خاصًا على هذه التظاهرة. هذا النوع من العروض يوفر للجمهور فرصة مشاهدة الأفلام في أجواء غير تقليدية، ويعزز من التجربة السينمائية بشكل عام، مما يعكس طابع المهرجان الذي يسعى إلى الابتكار في تقديم عروضه.
يظل المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة أحد أروع الفعاليات السينمائية في المنطقة، حيث يجمع بين تكريم الوجوه الفنية المبدعة وتنظيم أنشطة تساهم في تعزيز الثقافة السينمائية. كما يشكل المهرجان فرصة لتبادل الخبرات بين المبدعين والمشاركين، ويعد منصة للإبداع الفني في العالم العربي.

1

2

3

تكريم الفنانة المصرية سهر الصايغ في مهرجان وجدة الدولي للفيلم