في خطوة نابعة من الإحساس العالي بالمسؤولية الاجتماعية، قرر الفنان المغربي رفيق بوبكر أن يزور سجن آيت ملول الواقع في مدينة أكادير يوم الأربعاء، حيث قام بعرض فيلمه السينمائي الجديد “لي وقع في مراكش يبق في مراكش”. هذه الزيارة، التي كان لها وقع كبير في قلوب السجناء والجمهور على حد سواء، تعتبر لفتة إنسانية تعبّر عن التزام الفنان بالاهتمام بالجانب الاجتماعي وإيصال رسائل إيجابية للأشخاص الذين قد يشعرون بالعزلة.
1
2
3
حرص بوبكر على توثيق هذه الزيارة عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، حيث نشر مقطع فيديو يبين تواجده داخل السجن برفقة مجموعة من السجناء الذين كانوا حريصين على مشاهدة فيلمه الذي لاقى إعجابًا كبيرًا. في الفيديو، أوضح بوبكر أن هذه الزيارة لم تكن مجرد فرصة لعرض الفيلم فقط، بل كانت أيضًا وسيلة للتواصل المباشر مع السجناء، وتقديم الدعم المعنوي لهم، مؤكداً أنه قد لقي استقبالا حارًا من قبل الجميع، وهو ما جعل هذه الزيارة تكتسب بعدًا إنسانيًا عميقًا.
يُعتبر فيلم “لي وقع في مراكش يبق في مراكش” من الأعمال السينمائية التي تجمع بين الفكاهة والإثارة، ويأخذ المشاهدين في رحلة ممتعة عبر مدينة مراكش بكل ما تحمله من سحر وأحداث مشوقة. تدور أحداث الفيلم حول شخصيتين متناقضتين في كل شيء. الشخصية الأولى هي رضوان، شاب خجول يعمل في إحدى الشركات ويعيش حياة هادئة، بينما الشخصية الثانية هي جيلالي، المعروف بلقب “بطبيطة”، الذي يعاني من البطالة ويقضي وقتًا طويلاً في مراقبة سكان الحي دون أن يكون له دور مؤثر في المجتمع.
بطبيعة الحال، ينصح “بطبيطة” صديقه رضوان بأن يقضي عطلة في مراكش بحثًا عن مغامرة أو قصة حب قد تغير مسار حياته. هذه الرحلة تتحول إلى سلسلة من المواقف المثيرة والمفاجآت الكوميدية التي تضع رضوان في مواقف غير متوقعة، مما يجعل الفيلم مليئًا بالعديد من اللحظات الساخرة والمثيرة التي تنال إعجاب الجمهور. هذا المزيج من الكوميديا والإثارة يجعل من الفيلم تجربة مشاهدة ممتعة تجمع بين الضحك والتشويق في آن واحد.
تتميز القصة بمواقف مليئة بالغرابة التي تحدث لرضوان نتيجة لتأثيرات “بطبيطة”، الذي يراه الجمهور شخصية غريبة الأطوار، لكن وجوده في حياة رضوان يفتح له أبوابًا من الإثارة والمغامرة غير المتوقعة. هذا الخليط بين الفكاهة والمفاجآت يساهم في جذب فئات عمرية متعددة، حيث يقدم لهم محتوى فكاهيًا مميزًا يتناسب مع جميع الأذواق، ويعكس الواقع بطريقة مرحة تجعل من الفيلم عرضًا سينمائيًا مختلفًا عن غيره من الأعمال.
الفيلم من تأليف وإخراج سعيد خلاف، الذي استطاع أن يدمج بين عناصر السينما المختلفة بطريقة مبتكرة جعلت من العمل قصة سينمائية غنية بالرسائل والمواقف التي تشد الانتباه. إضافة إلى ذلك، يضم الفيلم مجموعة من النجوم الذين أضافوا إلى العمل لمسة فنية خاصة من خلال تأديتهم المتميزة للأدوار. حيث يشارك في الفيلم كل من عزيز حطاب، فاتي جمالي، وأحلام حجي، الذين ساهموا في إضفاء أجواء مميزة على أحداث الفيلم وجعلوه أكثر جاذبية بفضل تميزهم الفني والأداء الرائع.
لقد ساهم هؤلاء النجوم، إلى جانب رفيق بوبكر، في خلق جو سينمائي مفعم بالإثارة والضحك، حيث تمكنوا من تقديم أدوارهم بطريقة جعلت الجمهور يتفاعل مع كل تفصيل في الفيلم. هذا الأداء الجماعي جعل من العمل السينمائي تجربة متكاملة، يعكس التنوع الفني الذي يتمتع به السينما المغربية.
يجسد فيلم “لي وقع في مراكش يبق في مراكش” رؤية جديدة للفن السينمائي الذي لا يقتصر على التسلية فقط، بل يسعى إلى التواصل مع الجمهور على مستويات أعمق. من خلال هذه الزيارة الإنسانية وعرض الفيلم في سجن آيت ملول، أظهر رفيق بوبكر أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتأثير الإيجابي في المجتمع، بعيدًا عن كونه مجرد صناعة للترفيه.